في خضم الأوضاع الاقتصادية والسياسية المضطربة التي يشهدها العالم، يتطلع كبار المستثمرين وأصحاب الثروات العالية بوتيرة متزايدة للحصول على جنسية ثانية، وتكتسب سانت لوسيا مؤخرًا زخمًا وطلبًا كبيرًا من قبل المستثمرين القادمين من منطقة الشرق الأوسط والهند حيث ينظرون إليها كوجهة جذابة للإقامة واستكشاف فرص عمل جديدة والاستثمار في قطاعاتها الواعدة.
وهذا ما يؤكده الرئيس التنفيذي لوحدة جنسية سانت لوسيا عن طريق الاستثمار ماك كلود إيمانويل خلال مقابلة حصرية أجراها مع المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Citizenship Bay زيد الديرية، وهي شريك معتمد لبرامج جنسية سانت لوسيا الذي أطلق عام 2016 وأثبت موثوقيته وقدرته على منح المستثمرين وعائلاتهم الجنسية في غضون 4 أشهر تقريبًا.
سانت لوسيا: موقع جغرافي استراتيجي
تملك سانت لوسيا الكثير من المقومات الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين والتي لا تقتصر على كونها إحدى أفضل الوجهات السياحية بفضل شواطئها الخلابة وجبالها الرائعة وبلداتها الجذابة وثقافتها المحلية، بل تمتد لتشمل فرصًا استثمارية واعدة في قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والخدمات. وفي هذا السياق، يقول إيمانويل: “على الرغم من أن البلاد تعتمد بشكل أساسي على القطاع السياحي وتستقبل أكثر من مليون زائر سنويًا، إلا أنها تتميز أيضاً بالعديد من القطاعات الواعدة أبزرها الخدمات المالية”.
وتتمتع سانت لوسيا أيضًا، وفق إيمانويل، بموقع استراتيجي مميز يخولها خدمة الأسواق الإقليمية والدولية والافتراضية نظرًا لقربها من أسواق أمريكا الشمالية والجنوبية والدول الأعضاء في الجماعة الكاريبية، حيث تستغرق الرحلة الجوية إلى الولايات المتحدة ثلاث ساعات فقط، وإلى أوروبا 8 ساعات. ويتوافر فيها مطارين لخدمة شركات الطيران الإقليمية والدولية. ويضيف أن البلاد تتميز بعلاماتها التجارية المرموقة والقوى العاملة الماهرة والمناخ الاستثماري الجذاب مما يجعلها منطقة مثالية لتلبية احتياجات المستثمرين.
زخم غير مسبوق
وتعليقًا على سؤال طرحه الديرية حول سبب رغبة المستثمرين وأصحاب الثروات الكبيرة في الحصول على جنسية سانت لوسيا، يشير إيمانويل إلى إن هذا يعزا إلى نزاهة البرنامج ومصداقيته فضلًا عن جواز سفر سانت لوسيا القوي، ويقول “لا نساوم إطلاقًا على موضوع العناية الواجبة ونحرص على التدقيق بملف مقدم الطلب وتقييمه، ونلتزم بمنح الجنسية للأشخاص الذين نعتقد أنهم قيمة مضافة لبلدنا ولا يعرضون سانت لوسيا لسوء السمعة”. وتعتمد سانت لوسيا أيضًا على وكالات إنفاذ القانون التابعة لجهات خارجية من أجل جمع المعلومات واتخاذ قرارات واضحة في ما إذا كان مقدم الطلب يستحق الحصول على الجنسية.
توفر سانت لوسيا بفضل الاستراتيجيات الحكيمة والسياسات الشاملة والحلول الحديثة التي تم إرساؤها مناخًا استثماريًا جذابًا، وتحتل باستمرار المرتبة الأولى في عوامل تشمل سهولة ممارسة الأعمال التجارية والحرية الاقتصادية والشفافية مما يجعلها خيارًا استثنائيًا للمستثمرين. وفي هذا السياق يقول إيمانويل: “هذه الميزات تظهر جدوى الاستثمار في سانت لوسيا والحصول على جنسيتها. إن الترويج للبرنامج من خلال إبراز فرص البلاد الاستثمارية باعتماد سياسية “ما هو أبعد من جواز السفر” سيساهم حتمًا في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية”.
سانت لوسيا: جواز سفر قوي
يعتبر جواز سفر سانت لوسيا من الجوازات المرغوبة حيث يحتل المرتبة 32 عالميًا، متقدمًا عشرة مراكز في غضون عشر سنوات. ويوفر لحامليه إمكانية الوصول بدون تأشيرة أو الحصول على التأشيرة عند الوصول إلى 147 وجهة. وردًا على سؤول طرحه الديرية حول إمكانية الاستفادة من علاقات سانت لوسيا لزيادة عدد الدول التي يمكن لحاملي جواز سفر سانت لوسيا الوصول إليها بدون تأشيرة، فيشير إيمانويل إلى أنه في سبتمبر 2022، أضيفت جورجيا إلى قائمة تلك الدول مما رفع العدد الإجمالي إلى 147 وجهة، ويضيف: “سوف نستفيد من علاقاتنا لتوقيع اتفاقيات مع المزيد من الدول لإتاحة إمكانية الوصول إليها بدون تأشيرة في المستقبل”.
وتشير التوقعات إلى أن العام 2023 سيكون مميزًا بالنسبة لسانت لوسيا من ناحية عدد الطلبات المقدمة للحصول على الجنسية، وتتخذ وحدة الجنسية عن طريق الاستثمار نهجًا داخليًا واضحًا لدعم هذه العملية وذلك من خلال الاعتماد على الأتمتة وزيادة الموارد البشرية بهدف تلبية الطلب المتزايد على البرنامج وتجنيب المتقدمين أي تأخير.
تعديلات برنامج سانت لوسيا الجديدة
في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها التنافسية واستقطاب المستثمرين الأجانب إلى البلاد، عمدت وحدة سانت لوسيا للجنسية عن طريق الاستثمار إلى تعديل القوانين الخاصة ببرنامج الجنسية عن طريق الاستثمار بما يضمن المنفعة الكاملة لشعبها واقتصادها. تضمنت التعديلات خفض قيمة المبلغ المطلوب للاستثمار العقاري من 300 ألف إلى 200 ألف دولار. في هذا الصدد، يقول إيمانويل: “نحن نعمل وسط هذا العالم وندرك أن بعض الدول الكبيرة المجاورة لنا يواجه ركودًا اقتصاديًا، حيث تشهد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تآكلًا في قيمة الدولار، لذا إن الحصول على المزيد من النقاط السعرية التنافسية في العقارات سيساعدنا على تلبية احتياجات سوقنا في نقاط مناسبة”.
وردًا على سؤال طرحه الديرية حول الأسباب التي دفعت سانت لوسيا إلى إدخال خيار الاستثمار في سندات العمل الوطنية الحكومية بمبلغ تصل قيمته إلى 300 ألف دولار (“NAB”) للحصول على الجنسية مهما كان عدد المشمولين في الطلب، فيشير إيمانويل إلى أن سانت لوسيا تتمتع بسمعة ممتازة من حيث الوفاء بالتزامات السندات، “لذا سنستفيد من هذا السجل المميز”. كانت قيمة السندات في البداية 500 ألف دولار، ولكن بعد جائحة كوفيد-19 وتراجع القدرة الشرائية، قدمت الدولة سندات ذات مستويين 250 ألف و300 ألف دولار انتهت صلاحيتها في ديسمبر 2022، لذا كان من الضروري الاستمرار في استخدام هذا الخيار بعد كوفيد- 19 وإدخال خصائص مماثلة كنقاط السعر.
طلب كبير من منطقة الشرق الأوسط
وفي ما يتعلق بسؤال طرحه الديرية حول نسبة الطلبات القادمة من الشرق الأوسط وما إذا كان من المتوقع أن يشهد البرنامج ارتفاعاً في الطلب خلال عام 2023 ، يؤكد إيمانويل أن برنامج سانت لوسيا يتلقى طلبًا كبيرًا من قبل المستثمرين القادمين من آسيا والشرق الأوسط، ويضيف: “يمثل مقدمو الطلبات من منطقة الشرق الأوسط نسبة كبيرة من إجمالي المتقدمين، ونتوقع أن يستمر النمو في الطلب من قبل تلك المنطقة، لكن تشهد سانت لوسيا طلبًا من مناطق جديدة مثل أمريكا الشمالية وحتى أوروبا”، لافتًا إلى أنه من المرجح رؤية المزيد من الطلب من قبل الصينيين لا سيما بعد تخفيف قيود فيروس كورونا المفروضة عليهم.
اللجوء إلى وكلاء معتمدين ضرورة
ويخلص إيمانويل إلى التأكيد على ضرورة لجوء المستثمرين ومقدمي طلبات الحصول على جنسية سانت لوسيا إلى وكلاء معتمدين أثبتوا نزاهتهم ومصداقيتهم مثل Citizenship Bay، قائلًا: “إنهم شركاؤنا في العمل، لذا نحن نحرص على اختيار أولئك الذين يعملون وفق أعلى معايير النزاهة لأنهم الجهة الوحيدة المخولة معالجة الطلبات نيابة عن العملاء والوضع جيد جدًا لغاية الآن بفضل وكلاء معتمدين مثل Citizenship Bay”.
لمشاهدة المقابلة كاملة، يرجى الضغط على هذا الرابط.