توفر البرتغال، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي الواقعة على الساحل الغربي لشبه الجزيرة الإيبيرية، مسارًا مثاليًا وخيارات استثمارية متنعة للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية ومن ثم الجنسية.
في أكتوبر 2023، أجرت البلاد تعديلات مهمة على برنامجها ما أدى إلى تغيير المشهد الاستثماري للمستثمرين الراغبين في الحصول على الإقامة، أبرزها إلغاء خيار الاستثمار في العقارات وفي جميع الصناديق الاستثمارية المرتبطة بها من قائمة الخيارات الاستثمارية المؤهلة.
على الرغم هذه التعديلات الجذرية، إلا أنه لا يزال بإمكان المستثمرين التأهل للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية وذلك عبر الاستثمار في صناديق مختارة تستوفي المعايير المطلوبة، وغير مرتبطة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالعقارات، وتركز على مجالات التكنولوجيا، العلوم، الطاقة المتجددة، الزراعة، الرعاية الصحية، وغيرها من القطاعات التي تسهم في نمو الاقتصاد البرتغالي وتنويعه.
ويشجع برنامج الإقامة[1]، الذي ألغى الاستثمار العقاري للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية، المستثمرين على توجيه استثماراتهم نحو أنشطة اقتصادية تدعم التنمية طويلة الأمد للبلاد.
إلغاء الاستثمار العقاري للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية
كان الاستثمار العقاري من أبرز وسائل الحصول على الإقامة في البرتغال، حيث كان يتطلب من المستثمرين شراء عقار بقيمة 280 ألف يورو في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة، أو عقار جديد بقيمة 500 ألف يورو في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
وكانت هناك قيود على شراء العقارات السكنية في مدن مثل لشبونة وبورتو، حيث كانت العمليات محصورة في المناطق الداخلية، وجزر الأزور، وماديرا، بالإضافة إلى إمكانية شراء العقارات التجارية في أي منطقة من البلاد. كما كانت الصناديق الاستثمارية العقارية توفر للمستثمرين الفرصة لتجميع رؤوس الأموال في السوق العقاري البرتغالي.
لكن تم إلغاء جميع هذه الخيارات في إطار استراتيجية البرتغال لمواجهة التحديات المرتبطة بارتفاع أسعار العقارات في المدن الكبرى، مع التركيز على توجيه الاستثمارات نحو قطاعات اقتصادية أكثر تنوعًا.
البدائل المتاحة
صحيح أن البرتغال ألغت خيار الاستثمار العقاري للحصول على التأشيرة الذهبية، لكنها وسعت نطاق الخيارات الاستثمارية البديلة المقبولة التكلفة والآمنة والتي تضمن استمرارية البرنامج. هذه البدائل تشمل:
الاشتراك في صناديق الاستثمار
يمكن للمتقدمين الاستثمار في صندوق استثماري مؤهل، مثل الأسهم الخاصة أو صناديق رأس المال الاستثماري، بحد أدنى يبلغ 500 ألف يورو، باستثناء الصناديق التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالعقارات، مع فترة استحقاق لا تقل عن خمس سنوات. ويشترط أن تتضمن محفظة الاستثمار نسبة لا تقل عن 60% من الشركات المسجلة في الأراضي البرتغالية.
يعتبر هذا الخيار مثاليًا للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية، لأن الصناديق تُدار من قبل لجنة سوق الأوراق المالية البرتغالية، وبنك البرتغال، وشركة إدارة الصناديق الخارجية، وتخضع للتدقيق من قبل سلطات الضرائب البرتغالية. وتضمن هذه القوانين الامتثال للتشريعات البرتغالية وقوانين الضرائب وخطة الاستثمار المعتمدة من قبل صندوق الاستثمار البرتغالي.
أنشطة البحث العلمي
يملك المستثمرون أيضًا خيار المساهمة بمبلغ لا يقل عن 500 ألف يورو لأنشطة البحث العلمي في المؤسسات البحثية العامة أو الخاصة التي تعمل ضمن النظام العلمي أو التكنولوجي الوطني.
دعم الإنتاج الفني
يمكن للمستثمرين الراغبين في الحصول على تصريح تأشيرة البرتغال الذهبية التبرع بمبلغ لا يقل عن 250 ألف يورو لمشاريع مؤهلة لاستعادة أو صيانة التراث الثقافي الوطني، على أن يكون المشروع المؤهل معتمدًا من الحكومة البرتغالية[3].
خلق 10 وظائف جديدة على الأقل
بخلاف خيار الاستثمار العقاري للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية، يمكن للمتقدمين الحصول على الإقامة من خلال خلق عشر وظائف جديدة بدوام كامل والحفاظ عليها بما يتماشى مع معايير العمل والضمان الاجتماعي في البرتغال.
يمكن تقليص هذا العدد إلى ثماني وظائف جديدة بدوام كامل في شركة برتغالية تم تأسيسها في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في البلاد ويملكها المتقدم الرئيسي[4].
تأسيس شركة تجارية
يمكن للمستثمرين أيضًا تأسيس شركة تجارية مسجلة ومقرها البرتغال باستثمار قدره 500 ألف يورو، وخلق خمس وظائف دائمة أو الحفاظ على عشر وظائف، أو زيادة رأس مال شركة قائمة في البرتغال باستثمار قدره 500 ألف يورو، بالإضافة إلى خلق خمس وظائف دائمة على الأقل أو الحفاظ على عشر وظائف لمدة ثلاث سنوات[5].
فوائد تأشيرة البرتغال الذهبية
على الرغم من أن الاستثمار في العقارات والصناديق التي تركز على العقارات لم تعد خيارات مؤهلة للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية، إلا أن هناك مزايا عديدة تترافق مع الإقامة في البرتغال.
ويمكن لحاملي التأشيرة التنقل بسهولة داخل منطقة الشنغن، بالإضافة إلى إمكانية العيش والعمل أو الدراسة في البرتغال. وبعد خمس سنوات، يحق لحاملي التأشيرة التقدم بطلب للحصول على الجنسية البرتغالية دون فقدان جنسيتهم الأصلية.
تعتبر المتطلبات والشروط المطلوبة للحفاظ على التأشيرة بسيطة جدًا، حيث ينبغي على حامليها الإقامة لمدة سبعة أيام فقط في السنة الأولى وأربعة عشر يومًا كل عامين بعدها. إلى جانب ذلك، ثمة فرص للالتحاق بالمدارس والجامعات البرتغالية الدولية أو المحلية الرفيعة المستوى، وكذلك تلقي الرعاية الطبية في العيادات والمستشفيات ذات المستوى العالمي.
كما يتمتع المقيمون في البرتغال أيضًا بمستوى معيشي عالي الجودة، وذلك بفضل مناخها المعتدل ونسبة الأمان العالية وشعبها المضياف والحياة الثقافية المتنوعة.
[1] https://www.portugal.com/news/portugal-officially-ending-golden-visa-by-real-estate-investment-on-october-7-2023/
[2] https://aima.gov.pt/pt/trabalhar/autorizacao-de-residencia-para-atividade-cultural-art-90-o
[3] https://aima.gov.pt/pt/trabalhar/autorizacao-de-residencia-para-titulares-administradores-ou-trabalhadores-de-empresas-sediadas-ou-com-estabelecimentos-principal
[4] https://aima.gov.pt/pt/trabalhar/autorizacao-de-residencia-para-titulares-administradores-ou-trabalhadores-de-empresas-sediadas-ou-com-estabelecimentos-principal
[5]https://www.goldenvisafunds.pt/#:~:text=Key%20features%20of%20the%20Golden%20Visa&text=Visa%2DFree%20Travel%3A%20Freedom%20of,work%2C%20and%20study%20across%20Europe.