يتطلع عدد متزايد من الأثرياء والمستثمرين حول العالم إلى الانتقال إلى البرتغال والاستقرار فيها، وقد ارتفع عدد الوافدين إليها بنسبة 12.2٪ في عام 2020 مقارنة بالعام 2019 ليبلغ 662095 أجنبيًا دائمًا[1]، وفقًا لتقريرRIFA حول الهجرة. وتلاقي التأشيرة الذهبية البرتغالية اهتمامًا لافتًا من قبل الأفراد والمستثمرين في الشرق الأوسط لا سيما المقيمين في الإمارات ومصر والهند وباكستان، وفق وزارة الشؤون الخارجية للبلاد. لذلك في هذا المنشور سوف نخبرك لماذا تعتبر البرتغال وجهة جاذبة للمستثمرين
تتعدد أسباب هذا الارتفاع خصوصاً وأن لدى البرتغال الكثير لتقدمة إلى أثرياء الشرق الأوسط ودول الخليج الذين يتطلعون إلى ملاذ آمن وبعيد عن التوترات السياسية، أو يسعون إلى تحقيق عائدات جيدة على الاستثمار، أو الحصول على إقامة أو جواز سفر ثان من بلدان الاتحاد الأوروبي، أو الاستمتاع بنوعية حياة أفضل.
كما أنّها أصبحت من الدول المعترف بها عالميًا كمركز تنافسي للابتكار والاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث أثبتت في السنوات الأخيرة قدراتها التنافسية ليس في قطاعات التصنيع والتجارة والسياحة فقط، وإنما أيضًا في قطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات والبحث والتطوير، وبالتالي استقطاب الاستثمارات ذات القيمة المضافة. ومن جهة أخرى، تساهم جودة الحياة العالية، وانخفاض تكلفة المعيشة، إلى جانب خدمات الرعاية الصحية والتعليم عالية الجودة في اجتذاب الأفراد التواقين إلى تغيير حياتهم للأفضل.
البرتغال وجهة جاذبة للمستثمرين
اقتصاد قوي ومرن
على الرغم من التداعيات السلبية التي تركتها جائحة كوفيد-19 على الاقتصاد البرتغالي، إلا أنه أثبت مرونته العالية، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.8٪ في عام 2021 ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة 5.6٪ خلال العام الجاري[2]، مما يعطي المزيد من الثقة والأمل للشركات. وتعتبر البرتغال سوقًا جاذبة للمستثمرين الأجانب لأسباب عدة أبرزها استقرار العملة والعائدات الجيدة على العقار وتوافر صناديق الاستثمار المحلية، إلى جانب أن اللغة الإنجليزية تستخدم على نطاق واسع مما يسهل عملية التواصل. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للأفراد الراغبين في الحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار الاستفادة من انخفاض تكلفة المعيشة، فعلى سبيل المثال، تعد العاصمة لشبونة أرخص بنسبة 57٪ من نيويورك، وبنسبة 46٪ من لندن، وبنسبة 6٪ من مدريد[3].
سوق العقارات مستقرة
يعتبر القطاع العقاري المحرك الرئيسي للاقتصاد البرتغالي، ويشكل فرصة استثمارية واعدة للأفراد الذين يتطلعون إلى الحصول على التأشيرة الذهبية البرتغالية. وفي ما يتعلق بتأجير العقار، فإن الرسوم على الوحدات السكنية منخفضة نسبيًا أو غير موجودة، وتقدم خدمات التأجير عبر التطبيقات الإلكترونية مثل Airbnb وBooking في العديد من المدن. وتتيح الحكومة استخدام طريقة الربح المفترضة لدفع ضريبة الدخل على الإيجارات القصيرة الأجل.
أما بالنسبة لقيمة العقارات، فقد ساهم دخول الأفراد والمستثمرين والشركات الجديدة من حول العالم في الحفاظ على قوة الطلب، ولكن يبقى عدد الشقق والمنازل السكنية المعروضة أقل بكثير من عدد المشترين، ونتيجة لذلك سترتفع أسعار العقارات وسيكون الاستثمار في القطاع أكثر جدوى وفائدة خصوصًا إذا تم التخطيط له جيدًا.
ستسهم جاذبية البرتغال كوجهة مثالية للعيش والعمل، جنبًا إلى جنب مع رغبة البنوك في تمويل العقارات السكنة خصوصًا في المناطق التي ارتفعت قيمتها، في الحفاظ على الأسعار مرتفعة. فلا تزال العقارات استثمارًا ناجحًا لأولئك الذين يسعون للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، على الرغم من أن هوامش الربح انخفضت عن السابق.
وجهة سياحية جاذبة
ساهم تاريخ البرتغال العريق والغني بالثقافات في جعلها واحدة من أفضل الأماكن السياحية في أوروبا، وقد تمكنت من استقطاب نحو 17 مليون سائح ومن تحقيق عائدات بقيمة 24 مليار دولار في العام 2019[4]. وقد حظي هذا القطاع باهتمام الكثير من رجال الأعمال، لذلك، يمكن للمستثمر الذي يتطلع إلى الحصول على التأشيرة الذهبية البرتغالية الاستفادة من الفرص والإمكانيات الهائلة الماثلة في تطوير الفنادق والمنتجعات السياحية والمبادرات المكملة مثل إنشاء المطاعم.
الطاقة المتجددة موضة جديدة
ساهمت الحاجة في دفع البرتغال إلى إيجاد بدائل لمصادر الطاقة الملوثة كالنفط وبالتالي التوسع في سوق الطاقة المتجددة، خصوصًا أنها تتمتع بظروف مناخية مثالية لتطوير مشاريع تعمل من خلال طاقة الرياح أو الشمس أو الأمواج. وقد أثبتت الطاقة المتجددة أنها واحدة من أكثر الصناعات جاذبية للأفراد الذين يسعون للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، حيث يمكنهم إنتاج الطاقة وبيعها للشبكة أو إنتاج الألواح الشمسية أو الكهروضوئية، وتحقيق عائدات جيدة على الاستثمار، حتى لو استغرق ذلك وقتًا.
القطاع الزراعة: كنز مخفي
يعتبر القطاع الزراعي ركيزة أساسية من ركائز الاستثمار في البرتغال، لهذا السبب، يتطلع عدد متزايد من المستثمرين للاستفادة من الفرص الواعدة الماثلة، وتعد قطاعات النبيذ وزيت الزيتون من أكثر الزراعات شهرة وازدهارًا في البرتغال، لا سيما أن القيمين على هذا النوع من المبادرات يستفيدون من مجموعة من برامج الاتحاد الأوروبية الداعمة.
التكنولوجيا تكتسب زخماً قوياً
على مدى السنوات الماضية، شهد قطاع تكنولوجيا المعلومات تطورًا كبيرًا، حيث ساهمت جائحة كوفيد-19 وما ترافق معها من إغلاق قسري في تسريع وتيرة التحول الرقمي وتبني التكنولوجيا، وقد نقلت العديد من الشركات مقرها إلى البرتغال بعد الجائحة، مستفيدة من خبرة البلاد والنجاح الذي حققته في هذا القطاع. ووفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، تحتل البرتغال المرتبة 32 من بين 158 دولة في مؤشر الجاهزية لتقنيات فرونتير، فضلًا عن أنها تدعم التقدم التكنولوجي من خلال استثماراتها في البنية التحتية والموارد البشرية والتكنولوجيا، وهذا بالتالي سبب إضافي يجذب الأفراد الذين يتطلعون إلى الحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية عن طريق الاستثمار.
ويشير تقرير جاذبية الاستثمار الصادر عن شركة إرنست أند يونغ 2021، إلى أن البرتغال انضمت إلى الدول العشر الأوائل في الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث استقطبت 154 مشروعًا مسجلاً في عام 2020. وتعتبر قطاعات التصنيع والبحث والتطوير ومراكز الخدمة المشتركة من القطاعات الاستثمارية الواعدة للمستثمرين المتعددي الجنسيات، لا سيما أن البرتغال تحولت إلى مركز عالمي للابتكار التقني.
جواز سفر قوي
يُصنف جواز البرتغال الذي يمكن لحامل التأشيرة التقدم إليه بعد 5 سنوات، من أقوى جوازات السفر حيث يسمح لحامله بالدخول بدون تأشيرة إلى أكثر من 170 دولة. وتسمح التأشيرة الذهبية البرتغالية للمستثمرين بالتحرك بحرية وإنشاء مؤسساتهم في 25 دولة أوروبية أخرى، لأنها عضو في منطقة شنغن.
بعد حصول الأفراد على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، يمكنهم الاستفادة من نظام الرعاية الصحية الذي تموله الدولة، ومن إمكانية الوصول إلى الكليات وأسواق العمل الأوروبية. أما بالنسبة للأثرياء الذين يملكون حاليًا جواز سفر ضعيف أو يعانون من عدم استقرار سياسي في بلدهم الأم فتقدم الإقامة البرتغالية العديد من الفرص تشمل إطلاق الأعمال التجارية والاستفادة من خدمات التقاعد والتعليم والرعاية الصحية، ومسيرة مهنية ووظيفية مميزة.
إعفاءات ضريبية للمقيمين الجدد
يوفر مخطط “المقيمين الجدد” للأفراد الذين يسعون للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار مزايا ضريبية فريدة خلال السنوات العشر الأوائل من حياتهم في الدولة. كما أنه يوفر معدل ضريبة دخل أقل بنسبة 20٪ إذا كانوا يعملون في نشاط ذات قيمة عالية ويسمح لهم بتلقي الدخل في الخارج المعفى من الضرائب.
كيف تحصل على التأشيرة الذهبية للبرتغال؟
كخلاصة، تطورت البرتغال كمركز أعمال مثالي للمستثمرين، خصوصًا أن اقتصادها بات أكثر نموًا وازدهارًا وموثوقية. ويمكن للأفراد الراغبين في الحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية الاستثمار في العقارات في مناطق محددة، ويمكن لحاملي تصريح الإقامة التقدم بطلب الحصول على الجنسية البرتغالية بعد 5 سنوات من الإقامة القانونية، كما ضم الأطفال المعالين وأولياء الأمور في نفس الطلب. يحصل المتقدمون على تأشيرات البرتغال الذهبية في غضون 8 أشهر من تاريخ الاستثمار وتقديم الطلب.
مصادر المعلومات: البرتغال وجهة جاذبة للمستثمرين
[1] https://sefstat.sef.pt/Docs/Rifa2020.pdf
[2] https://assets.ey.com/content/dam/ey-sites/ey-com/pt_pt/topics/attractiveness/ey-portugal-attractiveness-survey-2021-digital-junho.pdf
[3] https://www.expatica.com/pt/moving/about/cost-of-living-in-portugal-1167462/
[4]https://www.worlddata.info/europe/portugal/tourism.php#:~:text=Tourism%20in%20Portugal,the%20world%20in%20absolute%20terms
البرتغال وجهة جاذبة للمستثمرين