على مدى العقود الماضية، نجحت الدول الكاريبية التي تقدم برامج الجنسية عن طريق الاستثمار، مثل دومينيكا وغرينادا وسانت لوسيا وسانت كيتس ونيفيس وأنتيغوا وباربودا في جذب المستثمرين وأصحاب الثروات العالية لأسباب عديدة، أبرزها الاستقرار السياسي والاقتصادي والبيئة الآمنة إلى جانب مزايا البلاد الجذابة كالمناخ الدافئ والشعب المضياف والفرص التجارية الهائلة وتكاليف العيش في دول البحر الكاريبي المقبولة.
العيش في دول البحر الكاريبي
على الرغم من أن معظم الدول الكاريبية تقدم لمواطنيها وحاملي جنسيتها تجربة عيش مميزة وفريدة، إلا أن لكل دولة ثقافتها وأسلوب الحياة المميز والفرص الاقتصادية والاستثمارية الخاصة. لذا، بالنسبة للأجانب الذين يبحثون عن الاستقرار والإقامة الطويلة في دولة كاريبية ذات أسعار معقولة، سيسلط هذا المقال الضوء على ميزات وإيجابيات كل منها والفرص التي توفرها.
غرينادا: فرص استثمارية متنوعة
غرينادا، المعروفة باسم “جزيرة التوابل”، دولة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 112 ألف نسمة، وتضم الكثير من المناظر الطبيعية الاستوائية، مما يجعلها مثالية للعيش في سلام وسكينة خلال مرحلة التقاعد. وتتميز البلاد بثقافتها الغنية وشعبها المضياف وبدرجة عالية من الأمان وبانخفاض معدل الجريمة. ومن المتوقع أن يرتفع معدل النمو في البلاد إلى 6.4% في عام 2022، مدفوعًا بانتعاش قطاعي السياحة والبناء، وأن يستمر النمو الاقتصادي خلال العام 2023، ولكن بوتيرة أبطأ بنسبة 3.9%. يتمتع القطاع المالي في غرينادا بالاستقرار والقدرة على الصمود في مواجهة الأزمات وسط الأوضاع المالية العالمية الراهنة. وتقدم الدولة للمواطنين والمقيمين العديد من المزايا، أبرزها العملة المستقرة والإعفاءات الضريبية على الدخل الأجنبي والمكاسب على رأس المال والأرباح والثروة والميراث.
تعتبر تكلفة المعيشة في غرينادا مقبولة نسبيًا حيث تقدر التكاليف الشهرية للفرد الواحد بنحو 915 دولارًا بدون احتساب تكلفة الإيجار، وهي أقل بمعدل 16٪ من الولايات المتحدة. ويبلغ متوسط سعر الإيجار لشقة مكونة من غرفة نوم واحدة في وسط المدينة 655 دولارًا، وينخفض خارجها إلى 365 دولارًا. ويعتبر متوسط الإيجار في غرينادا، أقل بنسبة 66٪ من الإيجار في الولايات المتحدة، وتضم البلاد أفضل المستشفيات والجامعات، بما في ذلك جامعة سانت جورج، التي تعد واحدة من أفضل كليات الطب في المنطقة.
توفر غرينادا مجموعة من الفرص الاستثمارية المتنوعة في القطاعات الرئيسية كالسياحة والضيافة والخدمات الصحية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة والأعمال التجارية الزراعية. وتملك ميناءً يوفر للمستثمرين إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية بما في ذلك أوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، ولديها العديد من الاتفاقيات المعمول بها وجاليات كبيرة من المغتربين تسهم في تعزيز القدرة على تصريف المنتجات بسرعة. ولذلك، تعتبر غرينادا وجهة مميزة لتأسيس الأعمال التجارية نظرًا لاقتصادها المنفتح والمتنوع، والبنية التحتية الممتازة، والقوى العاملة الماهرة والتكلفة المنخفضة للأعمال والاستقرار السياسي.
دومينيكا: تكلفة معيشية مقبولة
تعتبر المعيشة في دومينيكا تجربة سلمية ومميزة للأشخاص الذين يقدرون الطبيعة والمجتمع المتماسك وأسلوب الحياة الهادئ. تُعرف دومينيكا باسم “جزيرة الطبيعة في منطقة البحر الكاريبي”، ويبلغ عدد سكانها 75 ألف نسمة. ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.9% في عام 2023، بفضل انتعاش القطاع السياحي وتنفيذ أجندة التحديث الاقتصادي والقدرة على الصمود في البلاد. وستسهم عملية الانتقال إلى إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية المحلية وبناء المطار الجديد المقرر افتتاحه خلال السنوات المقبلة، بدعم النشاط الاقتصادي وتقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، فضلًا عن تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات الخارجية وتحسين التواصل الدولي.
تعتبر تكلفة المعيشة في دومينيكا منخفضة نسبيًا مقارنة بالولايات المتحدة أو أوروبا، وتعد أسعار الإيجارات والعقارات وأسعار المنتجات المحلية ورسوم النقل والمواصلات أقل مما هي عليه في معظم جزر الكاريبي. وتقدر التكاليف الشهرية لأسرة مكونة من أربعة أفراد 3200 دولار باستثناء الإيجار، وتنخفض إلى 860 دولارًا للشخص الواحد. تبلغ تكلفة إيجار الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة في وسط المدينة حوالى 300 دولار، والشقة المكونة من 3 غرف نوم 800 دولار. أما تكلفة إيجار الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة خارج المدينة فتبلغ 200 دولار، والشقة المكونة من 3 غرف نوم 400 دولار. ويقدم القطاع الخاص خدمات النقل والمواصلات في جميع أنحاء دومينيكا بأسعار مقبولة أقل بكثير من الأسعار في الولايات المتحدة.
توفر جزيرة الفردوس بشواطئها الرملية البيضاء، الأمن والاستقرار الاقتصادي وخدمات الرعاية الصحية العالية الجودة والمؤسسات الطبية ونظام التعليم المزدهر، والأنشطة الترفيهية والسياحية، مما يجعلها وجهة جاذبة للعائلات للعيش والعمل والاستمتاع بالحياة. وتتميز بنظامها الضريبي الميسر مقارنة بغيرها من الدول، كونها لا تفرض على سكانها أو المقيمين فيها ضريبة على الثروة أو المكاسب الرأسمالية أو العقارات أو الوفاة أو الميراث أو حتى ضريبة دخل عالمية لغير المقيمين. وتسمح لحاملي جنسيتها بالاستفادة من خدمات البنوك الخارجية المسجلة والمنظمة، والتي تتميز بنسبة عالية من المرونة والخصوصية والالتزام بالأنظمة تتخطى المصارف التقليدية.
وباعتبارها مركزًا لبعض الشركات الناشئة الأكثر ازدهارًا وابتكارًا في العالم، توفر دومينيكا فرصًا كبيرة للمستثمرين الأجانب، وتعد الوجهة المثالية لأصحاب الأعمال الطامحين لتأسيس مشاريعهم. تتمتع البلاد بفرص استثمارية هائلة في مختلف القطاعات كالسياحة والطاقة المتجددة والزراعة والصناعات الغذائية الزراعية، وبمزايا جغرافية عديدة نظرًا لقربها من أوروبا وأمريكا، بحيث يستطيع الأفراد الوصول إلى الأراضي الفرنسية في غضون 15 دقيقة وإلى ميناء الولايات المتحدة في غضون ساعتين، والاستفادة في الوقت ذاته من أسعار مقبولة للرحلات الجوية. وتعتزم دومينيكا بناء مطار دولي من المتوقع افتتاحه بحلول العام 2025، سيوفر رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وغيرها، وسيساهم جنبًا إلى جنب مع الاتفاقيات التجارية الموقعة مع أوروبا ومجموعة الكاريبي في تعزيز الواقع الاقتصادي لدومينيكا وجعلها مركزًا تجاريًا وسياحيًا في المنطقة.
سانت لوسيا: سهولة ممارسة الأعمال التجارية
على مدى السنوات الماضية، تمكنت جزيرة سانت لوسيا التي تقع شرق البحر الكاريبي بفضل جودة الحياة التي تقدمها وسهولة الاستثمار وممارسة الأعمال من استقطاب العديد من المستثمرين وأصحاب الثروات العالية.
وتملك سانت لوسيا الكثير من المقومات الاستثمارية الجاذبة، ويقدر أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للبلاد نحو 2.07 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع النمو الاقتصادي بنسبة 3٪ في عام 2023. وتوفر سانت لوسيا بفضل الاستراتيجيات الحكيمة والسياسات الشاملة والحلول الحديثة مناخًا استثماريًا جذابًا وتحتل باستمرار المرتبة الأولى في عوامل تشمل سهولة ممارسة الأعمال التجارية والحرية الاقتصادية والشفافية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمستثمرين.
إن موقع سانت لوسيا الاستراتيجي بين مجموعة الجزر الكاريبية وداخل دول شرق البحر الكاريبي جعل منها مركزًا مثاليًا للتجارة والاستثمار على مر التاريخ، إذ تستغرق الرحلة الجوية من سانت لوسيا إلى الولايات المتحدة ثلاث ساعات فقط وإلى أوروبا وثماني ساعات، ويوجد في الدولة مطارين يخدمان شركات الطيران الإقليمية والدولية.
يمكن للمستثمرين الاستفادة من الفرص الهائلة في مختلف القطاعات كالسياحة والصناعة والاستعانة بمصادر خارجية للأعمال التجارية العالمية، إلى جانب السلامة والاستقرار والضرائب المفروضة على غير المقيمين.
تكلفة المعيشة في سانت لوسيا مقبولة جدًا ومنخفضة مقارنة بالولايات المتحدة، حيث تبلغ تكلفة إيجار الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة في وسط المدينة 480 دولارًا شهريًا، والشقة المكونة من 3 غرف نوم ألف دولار أميركي. وتبلغ تكلفة الخدمات الأساسية كالكهرباء والتدفئة والتبريد والنفايات والمياه، لشقة مساحتها 85 مترًا مربعًا، 70 دولارًا شهريًا.
سانت كيتس ونيفيس: اقتصاد سريع النمو
سانت كيتس ونيفيس وجهة كاريبية تتضمن جزيرتين تقع على بعد ألفي كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من ميامي، وتتميز بجمالها الطبيعي وشواطئها النقية ومناظرها الاستوائية الخلابة والشعاب المرجانية التي تجتذب هواة السباحة والغواصين من جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي. ويتوافر فيها مطاران دوليان ورحلات جوية من الولايات المتحدة وأوروبا.
تعتبر سانت كيتس ونيفيس من أصغر جزر الكاريبي وأكثرها ثراءً حيث يبلغ عدد سكانها 55 ألف نسمة فقط. العاصمة باستير موطن لجامعة الطب والعلوم الصحية التي تعد واحدة من أبرز كليات الطب في منطقة البحر الكاريبي، وكذلك لمقر البنك المركزي لشرق الكاريبي وبورصة شرق الكاريبي للأوراق المالية.
تشتهر سانت كيتس ونيفيس بسياساتها الصديقة للاستثمارات الأجنبية، حيث تمنح المستثمرين الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة، وتضمن الخصوصية المالية من خلال عدم نشر أي معلومات عن أصحاب الأعمال الخارجية وكبار المديرين للجمهور. وبفضل شواطئها الساحرة وبنيتها التحتية الحديثة تحولت البلاد إلى أحد أسرع الاقتصادات نموًا في منطقة البحر الكاريبي، حيث وصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 961 مليون دولار في عام 2022.
ومن المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي إلى 4.5٪ في عام 2023، وأن يعود الناتج المحلي إلى المستويات التي كان عليها ما قبل جائحة كوفيد-19 بحلول نهاية العام 2024.
تعتبر تكلفة المعيشة في سانت كيتس ونيفيس معتدلة نسبياً، ولكنها تبقى أعلى من معظم جزر الكاريبي بسبب الاعتماد الكبير على السلع المستوردة. وتبلغ التكاليف الشهرية المقدرة لعائلة مكونة من أربعة أفراد حوالى 2800 دولار، وللشخص الواحد 1150 دولارًا. وتبلغ أسعار إيجار الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة في وسط المدينة حوالى 850 دولاراً، وخارج المدينة 600 دولار. تعد باستير وساندي بوينت تاون وتشارلستون وباث من أفضل المدن للعيش في سانت كيتس ونيفيس. تتميز البلاد بالتنوع وتوفر مجموعة واسعة من الفيلات والمنتجعات الفاخرة والفنادق الصغيرة والمنازل العائلية. التعليم في سانت كيتس مجاني وإلزامي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عامًا، وهي موطن للعديد من المستشفيات، مثل مستشفى جوزيف إن فرانس العام ومستشفى ألكسندرا.
أنتيغوا وباربودا: موطن لمشاهير العالم
نظرًا لاقتصادها المتطور وشواطئها الساحرة ومرافقها المميزة ومناخها المعتدل وجودة الحياة العالية والنظام الضرائبي المناسب، يختار العديد من المستثمرين والمشاهير العالميين مثل أوبرا وينفري وجورجيو أرماني وسيلفيو بيرلسكوني أنتيغوا وباربودا كوجهة مثالية للعيش والاستقرار.
وتتمتع الجزيرة باقتصاد مزدهر، حيث من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.86 مليار دولار هذا العام، مسجلاً نمواً بنسبة 5.5% مقارنة بعام 2022. وتقدم الدولة فرصًا هائلة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى توسيع أعمالهم في قطاعات تشمل الضيافة والسياحة والعقارات والزراعة والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتصنيع الأغذية الزراعية، فضلاً عن قطاعات الصحة والعافية.
تعتبر أنتيغوا وباربودا مركزًا جذابًا للاستثمار نظرًا لتوافر أصحاب المهارات والكفاءات والمتعلمين والبنية التحتية القوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمستوى العالي من السلامة والأمن، وانخفاض معدلات الجريمة، والحوافز المالية الكثيرة، والعملة المستقرة والدعم القوي للمستثمرين.
وعلى الرغم من أن تكلفة المعيشة في أنتيغوا وباربودا أعلى من غالبية دول الكاريبي، إلا أنها تبقى أدنى بنسبة 20٪ من تكلفة العيش في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتقدر التكاليف الشهرية للشخص الواحد بنحو 1100 دولار، باستثناء السكن، ولعائلة مكونة من أربعة أفراد 3900 دولار. يبلغ إيجار الشقة المكونة من غرفة نوم واحدة ألف دولار شهريًا في وسط المدينة وحوالى 740 دولارًا خارج المدينة. ويبلغ إيجار الشقة المكونة من 3 غرف نوم في وسط المدينة 1850 دولارًا و1200 دولارًا خارج المدينة. وفي ما يخص خدمات النقل المحلية، تتوافر حافلات عامة بكلفة شهرية تبلغ 33 دولارًا.
كيفية الحصول على الجنسية
للتأهل للحصول على جنسية وجواز سفر كاريبي عن طريق الاستثمار، يجب على المتقدمين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا الاستثمار في أحد المسارات المؤهلة كتقديم مساهمة مالية غير قابلة للاسترداد بقيمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار للحكومة أو استثمار مبلغ لا يقل عن 200 ألف دولار في مشروع عقاري معتمد. وينبغي أن يكون لدى المتقدم سجل جنائي نظيف وليس عليه أي ملاحقات قضائية، ولا يعاني من مرض خطير، وأن يكون قادرًا على تأكيد مشروعية الدخل، وأن يخضع لعملية العناية الواجبة. يمكن للمستثمر أيضًا إضافة أفراد أسرته كالزوج والأبناء تحت سن 18 عامًا إلى الطلب.
لمزيد من المعلومات المطلوبة حول الحصول على الجنسية الكاريبية عن طريق الاستثمار والأهداف المالية، يرجى التواصل معنا هنا.
—-
المصادر:
[1] https://www.numbeo.com/cost-of-living/country_result.jsp?country=Grenada#:~:text=A%20single%20person%20estimated%20monthly,lower%20than%20in%20United%20States.
[2] https://www.imf.org/en/Countries/DMA#
[3] https://www.imf.org/en/News/Articles/2023/07/05/pr23257-imf-concludes-2023-article-iv-consultation-with-dominica
[4] https://www.imf.org/en/Countries/LCA#countrydata
[5] https://www.numbeo.com/cost-of-living/country_result.jsp?country=Saint+Kitts+And+Nevis