تكتسب الجنسية الكاريبية أهمية متزايدة ورواجًا أكبر بين المستثمرين وأصحاب الثروات العالية الطامحين للحصول على جوازات سفر ثانية أو جنسية ثانية أو تأشيرة الإقامة الذهبية، حيث توفر هذه المنطقة مزايا الجنسية الكاريبية وفوائد متعددة لحاملي جنسيتها أبزرها إمكانية العيش والتعلم والعمل في دول تتمتع بطبيعة خلابة ومناخ رائع، وأسلوب حياة فاخر وهادئ ومستقر وآمن.
ولكن إلى جانب هذه العوامل الجاذبة، ثمة مزايا وفوائد متعددة يجدر بالمستثمرين الذين يتطلعون إلى تطوير وتوسيع أعمالهم واختراق أسواق جديدة أخذها بالاعتبار، لأن الدول الكاريبية تتميز بأنظمة سياسية مستقرة، واقتصادات قوية، ونظم ضريبية جذابة. في هذا المقال، سنتحدث عن فوائد الجنسية الكاريبية وأسباب اختيار العديد من المستثمرين حول العالم هذه الدول للحصول على الجنسية الثانية عن طريق الاستثمار، بعيدًا عن مزايا حرية التنقل والسفر إلى معظم أرجاء العالم.
مزايا الجنسية الكاريبية
الحصول على الجنسية، وليس فقط الإقامة
توفر برامج الإقامة عن طريق الاستثمار، المعروفة أيضًا باسم برامج “التأشيرة الذهبية”، للمستثمرين إقامة مؤقتة أو إقامة دائمة، ولكن تُمنح الأهلية لمقدمي طلب الجنسية عادةً بعد فترة إقامة تتراوح بين 5 و 10 سنوات. تتضمن المتطلبات أيضًا اختبارًا في اللغة ومعرفة عميقة بتاريخ وثقافة البلاد.
في المقابل، تمنح برامج الجنسية الكاريبية عن طريق الاستثمار مسارًا مباشرًا، وفرصة فورية للحصول على الجنسية، دون الحاجة إلى الإقامة لسنوات طوال في البلاد وإجراء الاختبارات اللازمة. هذه المقاربة المباشرة تجعل من البرامج الكاريبية أكثر جاذبية للأثرياء الذين يسعون إلى الحصول على الجنسية بسرعة. يمكن أيضًا منح الجنسية لعائلة مقدم الطلب بأكملها بشكل فوري. لذلك، وسط هذا العصر الذي يتسم بالقدرة على التواصل والتنقل غير المسبوقين، يعتبر الحصول على جنسية ثانية خطوة بالغة الأهمية.
الحصول على الجنسية في وقت قياسي
يعتبر الحصول على الجنسية إجراءً معقدًا وطويل يمتد غالبًا على مدى سنوات عديدة. يقدم بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا والبرتغال ومالطا واليونان، برامج إقامة سريعة نسبيًا، تستغرق عادةً بين 3 إلى 6 أشهر. ولكن، الطريق للحصول على الجنسية الكاملة لتلك الدول قد يكون أطول بكثير، متطلبًا فترة إقامة تزيد عن 7 سنوات. ولكن بخلاف ذلك، تقدم الدول الكاريبية مسارًا أسرع بكثير، حيث تمنح المتقدمين المؤهلين الجنسية في غضون 3 إلى 7 أشهر فقط، دون أن تلزم مقدم الطلب التواجد على الإطلاق في الدولة.
الخيارات الاستثمارية المقبولة التكلفة
على الرغم من أن الدول الكاريبية التي تقدم برامج الجنسية عن طريق الاستثمار بما في ذلك أنتيغوا وبربودا، دومينيكا، غرينادا، سانت كيتس ونيفيس، قد اتفقت على توحيد وزيادة الحد الأدنى للاستثمار إلى 200 ألف دولار بحلول 30 يونيو 2024، إلا أن قيمة الاستثمار المطلوب لا تزال مقبولة مقارنة بالدول الأخرى التي تقدم الجنسية. فعلى سبيل المثال، يتطلب الحصول على الجنسية المالطية استثمارًا يبدأ من 700 ألف دولار، والحصول على إقامة في اليونان يبدأ من 350 ألف دولار.
ملاذات ضريبية!
تُعتبر الدول الكاريبيية ملاذات ضريبية كونها لا تفرض رسوم ضريبية مرتفعة على الأفراد والشركات وهي من اهم مزايا الجنسية الكاريبية ، وغالبًا ما لا يدفع المقيمون ضرائب على الدخل العالمي والأرباح والعائدات والفوائد. وتستفيد الشركات المسجلة في الملاذات الضريبية أيضًا من ضريبة الشركات المنخفضة.
فعلى سبيل المثال، لا تفرض أنتيغوا وباربودا ضرائب على الدخل الشخصي[1] والمكاسب الرأسمالية، أما دومينيكا[2] فتفرض أسعار ضريبة تصاعدية على الدخل الشخصي تتراوح بين 15 و 25٪، ولكن من ناحية أخرى، لا توجد ضرائب على الأرباح والعائدات والفوائد[3]، الأمر الذي يعتبر مناسبًا للمستثمرين.
وفي غرينادا[4] لا تفرض أي ضرائب على الدخل الشخصي إذا كان مصدر ذلك الدخل خارج البلاد، وتتراوح الرسوم على الدخل المحلي بين 10 و 28٪، ولكن في المقابل، لا تخضع الأرباح والعائدات والفوائد للضريبة، وتبلغ ضريبة الشركات 28٪ على الدخل العالمي.
أما في سانت كيتس ونيفيس[5]، فلا توجد ضرائب على الدخل الشخصي أو ضريبة رأس المال على الدخل العالمي، وتبلغ الضريبة على دخل الشركات المسجلة 25٪. أما في سانت لوسيا[6]، فيبلغ معدل ضريبة الدخل الأجنبي 0٪ للأفراد والشركات وهذا مناسب جدًأ للشركات كونه يخولها التحكم في الشركة الدولية من الجزيرة وعدم دفع أي ضرائب على الشركات.
الأمن والاستقرار
تُعتبر الدول الكاريبية ملاذًا آمنًا، حيث تتمتع بأدنى معدلات الجريمة على مستوى العالم. تُولي هذه الدول الأولوية لسلامة مواطنيها وزوارها، إدراكًا منها للدور المحوري للسياحة في اقتصاداتها. ويعتبر استخدام وسائل النقل العام آمن وسهل للأطفال والكبار على حد سواء، ويتميز السكان المحليون بحسن ضيافتهم. تتمتع الدولة الكاريبية أيضًا بثقافتها الغنية بالفن والموسيقى والأدب، وغيرها، وبتقاليدها التاريخية ومأكولاتها المميزة. وقد تمكنت الدول الكاريبية من الحفاظ على استقرار اقتصادي قوي على مدى عقود، ويعزا ذلك جزئياً إلى حجم الأعمال الكبير في المنطقة، والتزامها بتوفير بيئة آمنة ومستقرة للعائلات. لذلك، الحصول على الجنسية الكاريبية ليس استثمارًا في وثيقة سفر فحسب، بل هو أيضًا نمط حياة آمن ومستقر للمستثمر وعائلته.
فرصة الاستثمار في العقارات
الاستثمار في العقارات الكاريبيية يوفر مسارًا مثيرًا للحصول على الجنسية في المنطقة، وقد يكون في الوقت نفسه خيارًا مجدي اقتصاديًا، لا سيما في قطاع السياحة، يحقق عوائد من خلال الإيجار أو بيع العقار بعد فترة من الاحتفاظ به. على سبيل المثال، في إطار برنامج الجنسية الدومينيكية، يمكن بيع الاستثمارات العقارية بعد 3 سنوات، في حين في برامج أخرى مثل سانت كيتس ونيفيس، تبلغ فترة الاحتفاظ المطلوبة قبل البيع 5 سنوات.
تقدم العقارات الكاريبية لمالكيها فوائد متعددة، حيث تخول المستثمرين الحصول على دخل محتمل من الإيجار، خصوصًا مع ازدهار قطاع السياحة في المنطقة. وتوفر العقارات الفاخرة التي تتضمن شواطئ خاصة وخدمات فندقية، نوعية حياة عالية الجودة تعزز جاذبية الاستثمار سواء للاستخدام الشخصي أو للإيجار. لا تفرض الدول الكاريبيية ضريبة على الربح الرأسمالي، مما يسمح للمستثمرين بالاحتفاظ بكامل الأرباح من بيع أصولهم، وهذا يعني أنه بعد فترة الاحتفاظ الإلزامية، يمكنك بيع العقار الخاص بك والاستفادة من أرباح ضخمة خالية من الضرائب. هذه المزايا تجعل من الاستثمار في العقارات الكاريبية أكثر من مجرد مسار للحصول على الجنسية، بل قرارًا استثماريًا حكيمًا.
فرصة فتح حسابات مصرفية
الحصول على جواز سفر كاريبي يسهل عملية فتح حساب في البنوك الأوروبية ويبسط الإجراءات الإدارية الطويلة. فهذه القدرة على الوصول إلى البنوك يسهل عملية إيداع الأموال، ويمكن المستثمرين أيضًا من الحصول على قروض وإجراء معاملات بسهولة أكبر. على سبيل المثال، توفر البنوك في سانت كيتس ونيفيس حسابات آمنة جدًا للأفراد والشركات، حيث تحمي الحكومة كل من يقدم معاملات تجارية شرعية. ويوفر الاستقرار الاقتصادي في الدول الكاريبية الحماية والاستقرار لجميع الحسابات المصرفية.
متابعة الدراسة في المملكة المتحدة
باعتبار أن الدول الكاريبية الخمس التي تقدم برامج الجنسية عن طريق الاستثمار أعضاء في رابطة الكومنولث، فهي توفر فوائد تعليمية لأبناء المستثمرين، وتمنحهم الأهلية للحصول على شروط مفضلة في بعض المدارس والجامعات في المملكة المتحدة. تضم رابطة الجامعات في الكومنولث أكثر من 500 مؤسسة عضو في أكثر من 50 دولة عبر الكومنولث، وتشمل 80 جامعة في المملكة المتحدة، وهذا بدوره يوفر فرصًا تعليمية فريدة وفوائد للطلاب الحاملين جنسيتها.
خدمات صحية عالمية المستوى
بالإضافة إلى المزايا التعليمية، توفر الجنسية الكاريبية إمكانية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية العالية الجودة، حيث يتميز القطاع الصحي في أنتيغوا وبربودا، بمطابقته للمعايير الطبية الدولية وبقدرته على توفير خدمات صحية عالية الجودة. يعزز التزام الدول الكاريبية برفاهية العائلات، وحرص دول مثل أنتيغوا وسانت لوسيا ودومينيكا على توفير مؤسسات ممتازة للتعليم والرعاية الصحية والترفيه، موقف الجنسية الكاريبية كخيار حكيم للعائلات.
التقاعد
بفضل شواطئها الساحرة ومناخها الاستوائي وأسلوب الحياة الفاخر، والمزايا العديدة التي تشمل الأنظمة الضريبية الجاذبة، والرعاية الطبية الممتازة، وتكلفة المعيشة المنخفضة نسبيًا، تعتبر الكاريبي وجهة مثالية للمتقاعدين للاستمتاع بسنواتهم الذهبية. لقد أصبحت هذه الدول وجهات مشهورة للتقاعد بسبب نوعية الحياة العالية التي تقدمها، وفرص السفر الوفيرة، والجاذبية الشاملة للمتقاعدين الذين يبحثون عن أسلوب حياة هادئ ومستقر.
[1] https://www.oecd.org/tax/tax-policy/revenue-statistics-latin-america-and-caribbean-antigua-and-barbuda.pdf
[2] https://taxsummaries.pwc.com/dominican-republic/individual/taxes-on-personal-income
[3] https://taxsummaries.pwc.com/dominican-republic/corporate/taxes-on-corporate-income
[4] https://www.finance.gd/index.php/taxes/28-taxes/167-all-you-need-to-know-about-personal-income-tax
[5] https://www.sknis.gov.kn/2023/12/13/corporate-income-tax-rate-in-st-kitts-and-nevis-set-at-25-from-january-2024/