تمثل برامج الجنسية عن طريق الاستثمار بارقة أمل للأشخاص عديمي الجنسية الذين لا يحملون جنسية أي بلد وعائلاتهم، كونها تمنحهم فرصة العيش بحرية والاستمتاع بالحقوق والفرص المتساوية.
عديمي الجنسية
عديمو الجنسية هم الأشخاص الذين لا يحملون جنسية أي دولة. ويحدث ذلك لعدة أسباب، منها عدم اكتمال الشروط اللازمة للحصول على الجنسية في بلد الولادة، أو عدم وجود دولة أصلية للفرد، أو الحرمان من الجنسية بسبب قوانين أو إجراءات.
تقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك حوالي 10 ملايين شخص عديم الجنسية في العالم. وغالبًا ما يعيش عديمو الجنسية في فقر وتهميش، ويواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
من هم البدون؟
“البدون” أو الذين يطلق عليهم غير محددي الجنسية هم مجموعة بلا جنسية موجودة أساسًا في دول مجلس التعاون الخليجي. ويشير مصطلح “البدون” باللغة العربية إلى الأشخاص الذين ليس لديهم جنسية أو أي وثائق تثبت هويتهم. وبالرغم من وجود أفراد “بدون” جنسية ناجحين، إلا أن بعضهم لا يزال يواجه مشاكل عملية في حياتهم اليومية بسبب عدم وجود وثائق ثبوتية رسمية.
برامج الجنسية عن طريق الاستثمار حل مناسب للعديمو الجنسية
قد تكون برامج الجنسية عن طريق الاستثمار حلاً مثاليًا لعديمي الجنسية يوفر لهم مسارًا محتملًا للحصول على الجنسية من بلد يقدمها، حيث تتيح لمن لديه القدرة المالية فرصة استثمار مبلغ من المال مقابل الحصول على الجنسية، وبالتالي الاستفادة من المزايا الكثيرة التي تقدمها كخدمات التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والتنقل وغيرها.
العقبات التي تواجه عديمو الجنسية
حرية السفر
غالبًا ما يتم تقييد حرية وحركة تنقل عديمي الجنسية بسبب عدم امتلاكهم لبطاقات الهوية أو جوازات سفر، وكذلك لأنهم لم يعبروا الحدود الدولية من قبل. لذلك، يمكن للجنسية عن طريق الاستثمار أن تمنحهم حرية التنقل العالمي والقدرة على دخول أكثر من 140 دولة بدون تأشيرة أو الحصول عليها عند الوصول.
المعاملات المصرفية
عقبة أخرى تواجه الأشخاص بلا جنسية هي صعوبة فتح حساب مصرفي نتيجة غياب الأوراق الثبوتية ووثيقة الهوية المطلوبة، وكذلك عدم القدرة على الوصول إلى الخدمات المالية مثل الائتمانات والقروض، مما يعوق عليهم مسألة ممارسة الأعمال التجارية أو الاستثمار في مشاريع مستقبلية، خصوصًا أن بعض البنوك قد يعتبر الأفراد بلا جنسية عملاء معرضين لمخاطر أعلى لعدم امتلاكهم الوثائق الرسمية، وبالتالي قد يترددون في التعامل معهم. وهذا الواقع يجعل من الصعب على عديمي الجنسية تحويل الأموال أو إجراء المعاملات المالية، ولكن الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار يسهل على عديمي الجنسية عملية الوصول إلى الخدمات المالية، والحصول على الائتمانات والقروض، وفتح حسابات مصرفية.
خدمات التعليم والرعاية الصحية
إن عدم توافر الهوية والوثائق الرسمية يعيق عملية حصول عديمي الجنسية أيضًا على خدمات التعليم الرسمي والرعاية الصحية والتوظيف والقدرة على الحصول على رخصة قيادة وامتلاك أو شراء أي أصول مثل سيارة أو منزل. ولكن الحصول على الجنسية يمكن أن يوفر لهم مصدرًا للأمان مدى الحياة والوصول إلى جميع الخدمات الاجتماعية. بالإضافة إلى ما سبق، لا يستطيع عيدمو الجنسية الزواج قانونيًا وتسجيل أطفالهم، لذلك يبقى هؤلاء بلا جنسية، ولكن من خلال الحصول على جواز سفر عن طريق الاستثمار، يمكنهم نقل الجنسية إلى أطفالهم والأجيال التالية.
ما هي برامج الجنسية عن طريق الاستثمار التي تقبل المتقدمين بلا جنسية؟
يستطيع عديمو الجنسية الذين لديهم القدرة على استثمار 100 ألف دولار أو أكثر الحصول على الجنسية الفورية وجواز السفر من بعض البلدان التي تدير هكذا برامج، وتشمل:
- دومينيكا، وذلك من خلال استثمار حد أدنى قدره 100 ألف دولار.
- أنتيغوا وباربودا، مع استثمار أدنى قدره 100 ألف دولار.
- فانواتو، مع استثمار أدنى قدره 130 ألف دولار.
- سانت لوسيا، مع استثمار أدنى قدره 100 ألف دولار.
في المقابل، لا تسمح سانت كيتس ونيفس لعديمي الجنسية الاستفادة من برنامجها الخاصة بالجنسية عن طريق الاستثمار. وتشترط جميع البلدان التي تمنح الجنسية لعديمي الجنسية أن يشتمل الطلب على شهادة وعلى سجل جنائي نظيف من البلد الذي يعيشون فيه. ويملك الأشخاص بلا جنسية خيار المساهمة المالية أو التبرع للدولة التي تمنحهم جنسيتها أو الاستثمار في عقارات معتمدة من قبل الحكومة.
كيفية الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار
للتأهل للحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار، يتوجب على عديمي الجنسية تقديم بعض الوثائق التي تثبت هوية الفرد في حالة عدم وجود جواز سفر، من ضمنها شهادة الميلاد الصادرة عن بلد الولادة، وبيان قيد للعائلة صادر عن الحكومة، ووثائق السفر الصادرة عن بلد الإقامة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون مصدر أموال المتقدمين بلا جنسية نظيفًا أو أن يتم كفالتهم من قبل شخص يخضع لإجراءات العناية الواجبة، وكذلك لدى المتقدم القدرة على توفير وثائق رسمية تثبت أن لديه سجل جنائي نظيف.