تتجه أعين العديد من أصحاب الثروات العالية والمستثمرين على تأشيرة البرتغال الذهبية، بهدف الاستفادة من إمكانية الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وحرية التنقل بدون تأشيرة، إلى جانب التمتع بجودة الحياة العالية. فمنذ إطلاق البرنامج في عام 2012، استقطبت البرتغال المستثمرين الأجانب بفضل ما توفره من استقرار سياسي واقتصادي، ومستوى معيشة عالٍ، وموقع استراتيجي في قلب أوروبا. لكن في المقابل، تنتشر بعض المفاهيم الخاطئة حول برامج الإقامة والجنسية البرتغالية، الأمر الذي قد يربك المستثمرين الراغبين في التقدم للحصول على التأشيرة. لذا، سنسلط الضوء هذا المقال، على أبرز هذه المفاهيم الخاطئة ونقدم الحقائق بوضوح.
شروط الأهلية وإجراءات التقديم
المفهوم الخاطئ الأول: يمكن الحصول على الجنسية من خلال شراء عقار
يظن البعض أن شراء عقار في البرتغال كافٍ للحصول على تأشيرة البرتغال الذهبية، لكن هذا المسار الاستثماري لم يعد قائمًا. فوفقاً للتعديلات الأخيرة التي طرأت على البرنامج، لم يعد الاستثمار العقاري أو حتى الصناديق الاستثمارية المرتبطة بالعقارات تؤهل المستثمرين للحصول على التأشيرة الذهبية، ولكن في المقابل ثمة مسارات استثمارية متنوعة تخولهم الحصول على الإقامة مثل الاستثمار في الصناديق المعتمدة التي تركز على قطاعات الضيافة والزراعة والصحة، أو المساهمة في ترميم التراث الثقافي. وجدير بالذكر أن الحصول على التأشيرة الذهبية لا يعني الحصول التلقائي على الجنسية، إذ يتوجب على المتقدمين الحفاظ على الإقامة لمدة لا تقل عن خمس سنوات، زيارة البلاد بمعدل 7 أيام في السنة، بالإضافة إلى اجتياز اختبار اللغة البرتغالية واستيفاء متطلبات قانونية أخرى.
المفهوم الخاطئ الثاني: يمكن التقديم دون الاستعانة بمحامٍ أو ممثل محلي
يفترض بعض المستثمرين أن بإمكانهم التقدم بطلب الحصول على التأشيرة الذهبية بأنفسهم دون الحاجة إلى مستشار قانوني محلي، لكن ذلك قد يؤدي إلى تعقيدات وتأخيرات كبيرة. وبالرغم من أن التقديم الشخصي ممكن من الناحية النظرية، إلا أن الإجراءات معقدة وتتطلب فهماً عميقاً للجوانب القانونية والإدارية، إلى جانب إتقان اللغة. إن وجود محامٍ أو ممثل قانوني معتمد يضمن الالتزام بكافة القوانين البرتغالية، ويُسهم في تجهيز الوثائق بشكل صحيح، لأنه يتواصل مع الجهات المختصة بالنيابة عن المتقدم، وبالتالي وجوده عنصر أساسي لتجنب الأخطاء المكلفة وتسريع عملية الموافقة.
المفهوم الخاطئ الثالث: في حال رفض الطلب، لا يمكن استرداد مبلغ الاستثمار
خلافاً للاعتقاد السائد، فإن برامج تأشيرة البرتغال الذهبية ليس مشبوهًا بأي شكل من الأشكال، بل هو برنامج قانوني خاضع للتنظيم وفق قوانين الدول المعنية. يرفض طلب الحصول على جواز سفر برتغالي إذا كان للمستثمر سجل جنائي غير نظيفو أو في حال حاول إخفاء معلومات مهمة أثناء إجراءات العناية الواجبة، أو في حال لم يتم التحقق من مصدر الأموال المستخدمة في الاستثمار. أموال الاستثمار تكون قابلة للاسترداد وفق قانون الصناديق، الأموال الوحيدة التي قد يتحملها المتقدم في هذه الحالة هي رسوم التقديم الإدارية فقط.
متطلبات الإقامة
المفهوم الخاطئ الرابع: يجب على المستثمرين الإقامة بشكل دائم في البرتغال للحفاظ على التأشيرة
يظن البعض أن الاحتفاظ بالتأشيرة الذهبية يتطلب الإقامة الدائمة في البرتغال، لكن الواقع مختلف تماماً. فالبرنامج يشترط قضاء 7 أيام فقط في السنة الأولى، و14 يوماً خلال كل فترة سنتين تالية. هذا الشرط البسيط هو ما يجعل البرنامج جذاباً للمستثمرين الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي دون الحاجة للانتقال والإقامة الدائمة في البلاد.
المفهوم الخاطئ الخامس: يجب أن تكون أيام الإقامة متتالية
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن على المستثمر قضاء الأيام المطلوبة بشكل متواصل (7 أيام في السنة الأولى و14 يوماً في كل سنتين لاحقة)، ولكن القوانين لا تشترط ذلك. يمكن توزيع هذه الأيام خلال العام أو الفترة المطلوبة بأي طريقة تناسب المستثمر، بشرط تحقيق العدد الإجمالي المحدد. هذه المرونة تضيف ميزة كبيرة للبرنامج، وتجعله مثالياً للمستثمرين الذين لا يستطيعون الاستقرار في مكان واحد لفترة طويلة.
المفهوم الخاطئ السادس: بطاقة الإقامة صالحة لمدة 5 سنوات
يعتقد بعض المستثمرين خطأً أن بطاقة الإقامة صالحة لمدة خمس سنوات منذ البداية، لكن الحقيقة أن البطاقة الأولى تصدر لمدة عامين فقط، ثم تُجدد لمدة عامين إضافيين. وبعد إتمام خمس سنوات من الإقامة القانونية، يصبح المستثمر مؤهلاً للتقديم على الإقامة الدائمة أو الجنسية، بشرط استيفاء الشروط المطلوبة كافة.
مسار الحصول على الجنسية
المفهوم الخاطئ السابع: التأشيرة الذهبية تمنح المستثمر الجنسية تلقائياً
يُخطئ البعض في الاعتقاد بأن التأشيرة الذهبية تضمن الحصول على الجنسية تلقائياً، فالحقيقة أن البرنامج يوفر مساراً للإقامة، وليس للجنسية المباشرة. للحصول على الجنسية البرتغالية، يجب على المستثمر الامتثال إلى شروط معينة، واجتياز اختبار اللغة البرتغالية بمستوى A2، والحفاظ على سجل جنائي نظيف من البرتغال ومن بلد الإقامة الأصلي، إلى جانب تسوية كافة الالتزامات الضريبية في البرتغال. ويُمنح قرار الجنسية بعد دراسة دقيقة من السلطات البرتغالية المختصة.
المفهوم الخاطئ الثامن: يمكن شراء الجنسية البرتغالية مباشرة
يمزج البعض بين برامج الإقامة والجنسية، ويعتقدون أن بإمكانهم شراء الجنسية بشكل مباشر، وهذا غير صحيح. ما يُمنح في البداية هو تصريح إقامة، ويجب الاحتفاظ به لمدة خمس سنوات. خلال هذه الفترة، يمكن للمستثمر ضخ 500 ألف يورو في صندوق استثماري معتمد والاحتفاظ به، أو التبرع بمبلغ 250 ألف يورو لدعم الفنون أو ترميم التراث الثقافي. وخلال فترة الإقامة، يُطلب من حامل التأشيرة الذهبية التواجد في البرتغال لمدة 7 أيام فقط سنوياً. وبعد الحصول على الجنسية، لا توجد أي متطلبات استثمارية إضافية.
يسمح قانون الجنسية الجديد الصادر عام 2024 بحساب مدة الإقامة المطلوبة للحصول على الجنسية من تاريخ التقدُّم بطلب الإقامة في السنة الأولى، بدلاً من تاريخ إصدار بطاقة الإقامة النهائية. ويُعدّ هذا التعديل مهماً لأنه يقلل من إجمالي المدة اللازمة للحصول على جواز السفر البرتغالي. وتؤكد هذه المتطلبات قدرة المواطنين الجدد على الاندماج والمشاركة الفاعلة في المجتمع البرتغالي.
المفهوم الخاطئ التاسع: لا حاجة لتعلم اللغة أو الاندماج الثقافي
يعتقد البعض أن بإمكانهم الحصول على الجنسية البرتغالية دون الحاجة لتعلم اللغة أو الاندماج الثقافي، إلا أن هذا غير صحيح. فاللغة والاندماج يمثلان جزءاً أساسياً من شروط الحصول على الجنسية، لذا يجب على المتقدمين اجتياز اختبار لغة بمستوى A2، يشمل جوانب كتابية وشفوية. يُجرى هذا الاختبار عبر امتحان رسمي يعرف بـ CIPLE، ويقيس قدرة المتقدم على استخدام المفردات والقواعد الأساسية في الحياة اليومية.
ضم أفراد العائلة وحقوقهم
المفهوم الخاطئ 10: جميع أفراد العائلة يُدرجون تلقائيًا
يعتقد بعض المستثمرين أن برنامج التأشيرة الذهبية يشمل تلقائيًا جميع أفراد عائلتهم، ولكن الواقع أن كل فرد من أفراد العائلة، بما في ذلك الزوج أو الزوجة، والأبناء المعالين، أو الوالدين، يجب أن يُدرج بشكل محدد في الطلب، ويجب عليه استيفاء شروط الأهلية. ويُطلب من كل فرد تقديم مستنداته الخاصة، واجتياز عملية العناية الواجبة، ودفع رسوم حكومية إضافية.
المفهوم الخاطئ 11: جواز السفر البرتغالي عبر الاستثمار يختلف عن الجواز العادي
يظن البعض أن الحصول على الجنسية عبر الاستثمار يعني أن جواز السفر يأتي مع شروط أو قيود معينة، لكن هذا غير صحيح. فجواز السفر البرتغالي الممنوح عبر الاستثمار لا يختلف عن أي جواز برتغالي آخر صادر عن الدولة. وباعتبار البرتغال عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فإن حاملي الجواز البرتغالي يتمتعون بحرية التنقل داخل منطقة الشنغن، والحق في الإقامة، والعمل، وإقامة الأعمال التجارية، وتسجيل أطفالهم في المدارس الحكومية في أي دولة عضو بالاتحاد الأوروبي. ويبقى الشرط الأساسي الذي تطلبه البرتغال مقابل منح الجنسية هو الاحتفاظ بالاستثمار لمدة خمس سنوات، وزيارة الدولة 7 أيام في السنة على الأقل.
الاستقرار القانوني والجنسية المزدوجة
المفهوم الخاطئ 12: التأشيرة الذهبية مجرد تصريح للسفر وليست إقامة حقيقية
هناك اعتقاد شائع بأن التأشيرة الذهبية تُعد وثيقة سفر فقط ولها مزايا محدودة، ولكن في الحقيقة، تعد التأشيرة الذهبية تصريح إقامة رسمي في البرتغال، وتمنح حاملها الحق في العيش والعمل والدراسة هناك. وتتمثل الميزة الأساسية لهذا البرنامج بمنح إقامة قانونية أو الحصول على الجنسية البرتغالية. وبالتالي، فهي ليست مجرد وسيلة للسفر، بل مسار لحياة متكاملة داخل البرتغال.
المفهوم الخاطئ 13: يمكن سحب الجنسية البرتغالية في أي وقت
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن الجنسية البرتغالية التي يحصل عليها الفرد من خلال الاستثمار يمكن سحبها في أي وقت، ولكن الحقيقة أن الجنسية، بمجرد منحها، تُعد دائمة ومحمية بالقانون والدستور، تمامًا كما هو الحال مع الجنسية المكتسبة بالولادة أو غيرها من الوسائل القانونية. وإن الحالات النادرة التي قد تؤدي إلى سحب الجنسية تتعلق بوقائع احتيال، مثل تقديم معلومات كاذبة أو إغفال تفاصيل مهمة خلال عملية التقديم، أو في حالات نادرة جدًا تتعلق بالخيانة أو تهديد الأمن القومي.
المفهوم الخاطئ 14: البرتغال تمنح بالجنسية المزدوجة دون قيود
يعتقد البعض أن الحصول على الجنسية البرتغالية يعني تلقائيًا إمكانية الاحتفاظ بجنسية بلدهم الأصلي دون أي مشكلة. ومع أن البرتغال تسمح بالجنسية المزدوجة، إلا أن الأمر يعتمد على قوانين الجنسية في بلد المستثمر الأم. فبعض الدول لا تعترف بازدواج الجنسية، وقد تطلب من المستثمر التنازل عن جنسيته الأصلية قبل الحصول على جنسية أخرى. لذلك، من الضروري مراجعة قوانين الجنسية في بلد الأم قبل التقدُّم للحصول على الجنسية البرتغالية، لتجنّب أي مخالفة قانونية أو فقدان للجنسية.
الحقوق الأساسية التي يمنحها جواز السفر البرتغالي
يمنح جواز السفر البرتغالي حامليه حرية التنقل داخل دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشنغن، والدخول بدون تأشيرة إلى أكثر من 170 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة. يمكن لحامليه العيش مع عائلاتهم في البرتغال، والعمل أو تأسيس أعمال خاصة، والاستفادة من نظام الرعاية الصحية العام، كما يمكنهم نقل الجنسية إلى أطفالهم المولودين في البرتغال.
للمزيد من المعلومات حول برنامج تأشيرة البرتغال الذهبية، مزاياه، وشروطه، يُرجى التواصل معنا هنا.