Citizenship Bay

مقارنة بين الجنسية عن طريق الاستثمار وطرق الهجرة التقليدية

مقارنة بين الجنسية الاستثمارية والهجرة

للأفراد والمستثمرين الطامحين للانتقال إلى دولة أجنبية والعيش فيها ثمة خياران، الأول يتمثل ببرامج الجنسية عن طريق الاستثمار التي تخول المستثمر الحصول على جواز سفر عبر تقديم مساهمة مالية غير قابلة للاسترداد للحكومة أو شراء عقار في مشروع معتمد، والخيار الثاني يتمثل بالهجرة التقليدية التي تتطلب عادة توافر معايير معينة تشمل وجود عرض عمل، أو استكمال التعليم، أو وجود أفراد عائلة كمواطنين، أو إظهار الحاجة للحماية كلاجئ إلى بلد المقصد.

في هذا المقال، سنوضح مقارنة بين الجنسية الاستثمارية والهجرة ونقدم معلومات تساعد المستثمر على اتخاذ قرارات مجدية.

ما هي الجنسية عن طريق الاستثمار؟

إنه إجراء مباشر يسمح للمستثمرين الأجانب بالحصول على جنسية وجواز سفر من دول تقدم برامج الجنسية عن طريق المساهمة بمبلغ غير قابل للاسترداد لصناديق تابعة للحكومة، أو عبر شراء عقار في مشروع معتمد، أو من خلال الاستثمار في سندات حكومية. ويسمح للمتقدمين بالحصول على جواز السفر في حال استوفوا معايير معينة كالسجل الجنائي النظيف والصحة الجيدة والقدرة على توفير المبلغ المالي وبعد اجتياز عملية العناية الواجبة الشاملة بنجاح. ويرفض أي طلب يتبين أن صاحبه تقدم ببيان كاذب أو أغفل أي معلومات ذات صلة في الطلب.

هناك عدة دول تقدم برامج الجنسية عن طريق الاستثمار مثل دول البحر الكاريبي وتركيا ومالطا وفانواتو، ودول تقدم الإقامة عن طريق الاستثمار مثل اليونان وقبرص والبرتغال وإسبانيا. تُمنح الجنسية التي تقدمها بعض دول البحر الكاريبي للمتقدمين المؤهلين مدى الحياة خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر ودون أي حاجة للإقامة في البلاد، وتعتبر غير قابلة للإلغاء.

 

ما هي الهجرة التقليدية؟

تشير الهجرة إلى عملية الانتقال من بلد إلى آخر للعيش فيه لأسباب مختلفة تشمل العمل والتعلم وإعادة التئام العائلة أو اللجوء، وتتطلب الهجرة التقليدية عادة استيفاء معايير معينة وتقديم جميع المستندات المطلوبة. يوجد لدى معظم البلدان برامج للهجرة أو تأشيرات تلبي مختلف الأغراض، مثل تأشيرات العمل والتعليم والعائلة فضلًا عن برامج الهجرة المهنية وتأشيرات اللاجئين وغيرها. لكل فئة متطلبات خاصة مثل وجود عرض عمل في بلد المقصد، وتوافر مهارات معينة لدى المتقدم أو استكمال تعليم محدد، ووجود أفراد من العائلة كمواطنين أو مقيمين دائمين، أو إظهار الحاجة للحماية كلاجئ أو طالب لجوء.

كيفية تقديم الطلب

الجنسية عن طريق الاستثمار 

بالنسبة لبرامج الجنسية عن طريق الاستثمار، يتعين على المستثمرين تقديم طلب من خلال وكيل معتمد واجتياز عملية العناية الواجبة بنجاح والاستثمار في أحد المسارات المؤهلة للحصول على الجنسية والتي تتضمن مساهمة مالية غير قابلة للاسترداد في صندوق تابع للدولة أو شراء عقار في مشروع معتمد من الحكومة بحد أدنى قدره 200 ألف دولار، بالإضافة إلى دفع الرسوم الحكومية المطلوبة. معظم برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار لا تتطلب خبرة تجارية محددة أو مستوى تعليمي معين أو إتقان اللغة أو إجراء مقابلة.

الهجرة التقليدية

من ناحية أخرى، تتطلب عملية الهجرة التقليدية تقديم مستندات متعددة مثل جوازات السفر والهوية والشهادات التعليمية وسجلات الخبرة العملية وكشف حساب مالي وفحوصات طبية. قد تحتاج العملية أيضًا إلى إجراء تحقيقات خلفية ومقابلات واختبار للغة. ولكن، لكل بلد سياسات هجرة وقوانين تحكم دخول وإقامة الأجانب، وقد تخضع هذه السياسات للتغيير ويمكن أن تشمل أولويات جديدة وكفالة وعمر محدد وعوامل أخرى تؤثر على اختيار المهاجرين. ولكن بشكل عام، ينبغي أن يكون الشخص قد عاش في الدولة لفترة زمنية محددة، وأن يكون لديه سجل جنائي نظيف، وأن يستوفي شروطًا أخرى بما في ذلك كفاءة اللغة. وغالبًا ما يطلب من الفرد تقديم طلب وحضور اجتماع واجتياز امتحان الجنسية.

 

الفوائد والمزايا

الجنسية عن طريق الاستثمار

توفر الجنسية أو جواز السفر عن طريق الاستثمار لحامليه العديد من المزايا كحرية التنقل العالمي والسفر إلى أكثر من 130 وجهة بدون تأشيرة، بما في ذلك منطقة الشنغن، بالإضافة إلى إعفاءات ضريبية. وتوفر أيضًا فرصًا جديدة في مجال الأعمال وتفتح الباب لولوج أسواق جديدة والاستفادة من فرص تجارية واعدة. يسمح للمتقدم وعائلته بالعيش والعمل وامتلاك العقارات وتوريثها للأجيال القادمة والاستفادة من خدمات الصحة والتعليم عالمية المستوى، وكذلك البيئة السياسية والاجتماعية الآمنة.

مزايا الهجرة التقليدية

تتميز الهجرة التقليدية بفوائد عدة أهمها منح الأفراد فرصة الحصول على الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والاندماج في ثقافة المجتمع والدولة. لا تحتاج عملية التجنيس التقليدية استثماراً كبيراً مثل برامج الجنسية عن طريق الاستثمار، لذا قد تكون أقل تكلفة، ولكن قد تستغرق الإجراءات وقتًا أطول بسبب الحاجة إلى الإقامة في البلد لفترة أطول، وقد يطلب من مقدم الطلب التخلي عن جنسية البلد الأصلي. وعلى الرغم من أن طالب الهجرة التقليدية قد يواجه تحديات مثل صعوبة التواصل باللغة والتمييز والتكيف مع الثقافة الجديدة، إلا أن البلدان المضيفة تسعى غالبًا إلى تسهيل عملية دمج المهاجرين من خلال برامج الدعم وتعليم اللغة فضلًا عن المبادرات المجتمعية، وتمنح الأشخاص القدرة على التنقل بحرية.

 

ما هو المسار الأفضل؟

بالنسبة للأشخاص الذين يملكون القدرة على تحمل التكاليف، توفر برامج الجنسية عن طريق الاستثمار مسارًا أسرع وأبسط للحصول على الجنسية، مع إمكانية السفر والتنقل بحرية أكبر إلى جانب المزايا الضريبية وفرص الأعمال والاستثمار الواعدة. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعطون أهمية كبيرة لمسألة الاندماج في ثقافة مجتمع وبلد جديد والحصول على الخدمات والمزايا الاجتماعية، قد تكون الهجرة التقليدية خيارًا أفضل. ولهذا السبب فإن الاختيار بين الهجرة التقليدية والمواطنة عن طريق الاستثمار يعتمد على أولويات وظروف الفرد نفسه.