القطاعات الإستراتيجية الواعدة للاستثمار في صناديق الاستثمار في البرتغال

تعتبر البرتغال خيارًا مثاليًا للمستثمرين وأصحاب الثروات العالية الذين يتطلعون إلى ملاذ آمن وبعيد عن التوترات السياسية، أو يسعون إلى تحقيق عائدات جيدة على الاستثمار، أو الحصول على جواز سفر ثان من إحدى دول الاتحاد الأوروبي، والاستمتاع بنوعية حياة أفضل.

وقد أصحبت البرتغال من الدول المعترف بها عالميًا كمركز تنافسي للابتكار والاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، حيث أثبتت في السنوات الأخيرة قدراتها التنافسية ليس في قطاعات التصنيع والتجارة والسياحة فحسب، وإنما أيضًا في قطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات والبحث والتطوير، واستقطاب الاستثمارات ذات القيمة المضافة.

وقد أثبت برنامج تأشيرة البرتغال الذهبية أنه الأكثر شعبية في أوروبا، نظرًا إلى مرونته وأسعاره المقبولة والمزايا العديدة التي يتمتع بها. وتوفر هذه التأشيرة، التي تم إطلاقها في العام 2012، مسارًا رائدًا للحصول على الإقامة ثم الجنسية، من خلال خيارات استثمارية متنوعة، حيث استثمار مبلغ 500 ألف يورو في صندوق الأسهم الخاصة أو رأس المال الاستثماري داخل البرتغال يخول المستثمر الحصول على تصريح إقامة التأشيرة الذهبية للعائلة، بما في ذلك الأطفال المعالين.

وفي حين تتوفر طرق استثمارية أخرى، مثل خلق فرص العمل أو التبرع بمساهمة مالية، يوفر صندوق الاستثمار للعملاء إمكانية تحقيق عائد جيد على الاستثمار. وتستثمر صناديق الاستثمار في البرتغال في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة والشركات الناشئة الناشطة في مجال التكنولوجيا والرعاية الصحية والبلوك تشين والشركات الصناعية والشركات التي تركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية، وغيرها.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على القطاعات المزدهرة في صناديق الاستثمار في البرتغال ونتعمق في الفرص الواعدة المتاحة في كل منها، والمجالات المختلفة التي تشهد نموًا سريعًا وطرق الاستفادة من هذه الفرص لتحقيق النجاح.

 

القطاعات الأكثر ازدهارًا في صناديق الاستثمار في البرتغال 

الطاقة المتجددة: موضة رائجة

تمكنت مصادر الطاقة المتجددة من توفير 61% من الكهرباء في البرتغال في العام[1] 2023، ارتفاعًا من 49% في العام السابق، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا بفضل الأمطار الغزيرة والرياح القوية وأشعة الشمس الساطعة. وفي حين زودت طاقة الرياح 25% من الاستهلاك في البرتغال، ساهمت الطاقة الكهرومائية بنسبة 23%، وشكلت الخلايا الكهروضوئية 7%، والكتلة الحيوية 6%.

وتسعى البلاد إلى إنتاج 85% من احتياجاتها الكهربائية السنوية من مصادر متجددة بحلول العام 2030، وهي تعتبر من أعلى النسب في أوروبا. لذلك، يتمتع المستثمرون بإمكانات كبيرة للاستثمار في صناديق الأسهم الخاصة التي تركز على تطوير وبناء وتشغيل أصول تخزين طاقة الرياح والطاقة الشمسية، فضلاً عن التقنيات المتعلقة بهذه الصناعات.

البرتغال: نجم صاعد في أوروبا

تمتع البرتغال بتاريخ غني وعريق جعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في أوروبا، وقد ارتفع عدد السياح[2] في العام 2023 بنسبة 19%، ليبلغ 26.5 مليون سائح، مما ساهم في تحقيق إيرادات إجمالية قدرها 21 مليار يورو. وقد حقق القطاع السياحي في العام 2023 أداءً أفضل من مستويات ما قبل الجائحة، بزيادة قدرها 7.7% في عدد السياح مقارنة بالعام 2019.

وعلى ضوء هذا النمو الديناميكي، يعتبر الاستثمار في صناديق الاستثمار في البرتغال الضيافة البرتغالية المتعلقة ببرنامج التأشيرة الذهبية مثاليًا جدًا، كونها تقدم فرصة فريدة للاستفادة من قطاع السياحة المزدهر ومن مزايا برنامج تأشيرة البرتغال الذهبية. ويمكن للمستثمرين تطوير ثقافة أكثر ابتكارًا وتحقيق الريادة في قطاع السفر باستخدام إمكانيات شبكة السياحة والضيافة البرتغالية.

التكنولوجيا: قطاع مزدهر

يعتبر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البرتغال من أكثر القطاعات ابتكارًا وحيوية، حيث يمثل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي[3]، بإجمالي مبيعات تبلغ حوالى 20 مليار دولار. ويزدهر قطاع التكنولوجيا في لشبونة، التي تعتبر واحدة من أسرع أنظمة التكنولوجيا نموًا في أوروبا، مما يمنحها لقب “وادي السيليكون الأوروبي”.

تمتلك البرتغال نسبة عالية جدًا من الخريجين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومواهب في مجال الهندسة بتكلفة تنافسية. وتعد المدينة وجهة جاذبة للموظفين الرقميين، مما يساهم في تحول لشبونة إلى مركز للابتكار الريادي والتكنولوجي، مع توجه شركات تكنولوجيا ناشئة ومبتكرة لتأسيس مكاتبها في جميع أنحاء المدينة.

وقد أطلقت البرتغال المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للصناعة 4.0 لرقمنة الاقتصاد بتمويل إجمالي قدره 600 مليون يورو على مدى العامين المقبلين. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق استراتيجيتين ذات صلة بالذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة، تركزان بشكل مكثف على تحسين المهارات الرقمية المتقدمة.

لا يزال نظام الشركات الناشئة في البرتغال في بداياته، لكنه من أفضل الأصول التي تمتلكها البرتغال، حيث تتوافر الشركات الصغيرة السريعة النمو التي تمثل أكثر من 1% من الناتج المحلي الإجمالي[4]. وتواصل البلاد تحقيق تقدم ملحوظ باستقطاب المزيد من المواهب الدولية والاحتفاظ بها مع إقامة شراكات مع الشركات الكبيرة، مما يسهل على الشركات الناشئة الوصول إلى الأسواق في جميع أنحاء أوروبا وخارجها.

وتعتبر البرتغال البوابة المثالية للتوسع الأوروبي، حيث تقع في الطرف الجنوبي الغربي من أوروبا، وهي وجهة جاذبة للشركات الناشئة التي تتطلع إلى دخول القارة أو التوسع فيها، والوصول إلى سوق يضم أكثر من 500 مليون شخص. وباعتبارها أقرب دولة أوروبية إلى الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، تتيح البرتغال للشركات الناشئة التوافق مع بعض أكبر الاقتصادات في العالم. لذلك، يقدم هذا القطاع المزدهر فرصًا مربحة للمستثمرين المهتمين ب صناديق الاستثمار في البرتغال الخاصة التي تركز على التكنولوجيا ونظام الشركات الناشئة.

الزراعة: كنز مخفي

على الرغم من صغر مساحتها، تتمتع البرتغال بقطاع زراعي متنوع يعزا إلى تنوع مناخها وتضاريسها، وتمتلك منطقة اقتصادية حصرية شاسعة تتيح الاستفادة من الموارد البحرية. اعتبارًا من العام 2023، بلغت قيمة الإنتاج الزراعي في البرتغال 12.5 مليار يورو، معظمها من عائدات المحاصيل.

وتعد قطاعات النبيذ وزيت الزيتون من أكثر الزراعات شهرة وازدهارًا في البرتغال، لا سيما أن القيمين على هذا النوع من المبادرات يستفيدون من مجموعة من برامج الاتحاد الأوروبية الداعمة.

تفتقر صناديق الاستثمار في البرتغال رأس المال الاستثماري إلى مجالات عدة تشمل حماية وإدارة الغابات، الري وتحسين المياه، الغذاء المستدام، الزراعة الدقيقة، الزراعة العضوية، إنتاج الماشية العضوية، حماية النباتات والكيمياء النباتية، الهندسة الوراثية، والتكنولوجيا الحيوية.

وتعتبر الحلول المبتكرة في هذه المجالات ضرورية لتعزيز التنافسية في سلاسل القيمة وتحفيز النمو الاقتصادي، لذلك، ثمة فرص استثمارية كبيرة في صناديق الاستثمار في البرتغال التي تركز على هذه القطاعات لتلبية الطلب المتزايد على هذه الحلول.

صناديق الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية

يستفيد قطاع الرعاية الصحية المتطور في البرتغال من قوة عاملة مدربة وماهرة، مما يعزز تقدم سلسلة القيمة الصحية في قطاع الصناعات الدوائية، والتكنولوجيا الحيوية، والخدمات الطبية، وشركات الصحة الإلكترونية. يتوافر في البلاد نظامًا قويًا للبحث والتطوير والابتكار، يتألف من مؤسسات بحثية وجامعات ومراكز ابتكار.

تعد هذه البيئة الديناميكية مركزًا مزدهرًا لتطوير التقنيات المتقدمة والحلول الصحية المبتكرة، ودفع التقدم في العلوم الطبية وتقديم الرعاية الصحية. لذلك، يمكن للمستثمرين تحقيق عوائد عالية عند الاستثمار في صناديق الاستثمار في البرتغال المخصصة للبنية التحتية للرعاية الصحية، البحث والتطوير في التكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا الطبية.

وجهة مثالية للأعمال

تطورت البرتغال لتصبح وجهة مثالية للمستثمرين من جميع أنحاء العالم بفضل بيئتها الداعمة للأعمال، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، والحوافز الحكومية المتوافرة. لذلك، يمكن أن تحقق الاستثمارات في صناديق الاستثمار في البرتغال التي تركز على هذه القطاعات المزدهرة عوائد عالية للمستثمرين الذين يتطلعون للحصول على الإقامة أو الجنسية في البرتغال.

 

اقرأ أيضاً: دليل شامل عن أنواع صناديق الاستثمار لتأشيرة البرتغال الذهبية

المصادر:

[1] https://www.ren.pt/en-gb/media/news/renewable-energy-generation-sets-new-record-in-2023#:~:text=Renewable%20generation%20supplied%2061%25%20of,%25%20and%20biomass%20for%206%25.

[2] https://www.portugalglobal.pt/en/news/portugal-received-19-more-tourists-in-2023/#:~:text=According%20to%20the%20Portugal%20Business,more%20tourists%20than%20in%202019.

[3]https://www.trade.gov/country-commercial-guides/portugal-information-and-communications-technology#:~:text=Overview,National%20Portuguese%20ICT%20Cluster%2C%20TICE.

[4]https://www.trade.gov/country-commercial-guides/portugal-information-and-communications-technology#:~:text=Overview,National%20Portuguese%20ICT%20Cluster%2C%20TICE.

اقرأ أيضاً: اجابات لأسئلتكم عن تأشيرة البرتغال الذهبية