تستعد قبرص للانضمام إلى منطقة الشنغن بحلول العام 2025، بعد أن تم التوصل إلى حلول لجميع التحديات السياسية الماثلة، ومن المتوقع الانتهاء من المتطلبات الفنية اللازمة للانضمام قريبًا، وفقًا لما أعلنه الرئيس نيكوس خريستودوليدس. ومن شأن هذا التطور أن يؤثر إيجابيًا على برنامج التأشيرة الذهبية للبلاد، مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتطلعون إلى حرية التنقل داخل الدول الأوروبية بدون تأشيرة.

وتجري الحكومة تعديلًا مهمًا آخر على برنامج تأشيرة قبرص الذهبية، حيث كشف الرئيس خريستودوليدس عن أن الولايات المتحدة باتت في المراحل النهائية لاعتماد إجراءات تتيح لمواطني قبرص السفر إليها بدون تأشيرة. ويعدّ هذا الإنجاز خطوة إضافية نحو تعزيز جاذبية البرنامج، مما يمنح المستثمرين المزيد من حرية التنقل وفرص الأعمال.

في هذا المقال، سنستعرض تداعيات انضمام قبرص إلى منطقة الشنغن على برنامج التأشيرة الذهبية، كما سنتطرق إلى خيارات الاستثمار المتاحة والمتطلبات اللازمة للحصول على تصريح الإقامة.

الفرق بين عضوية الاتحاد الأوروبي وعضوية منطقة الشنغن

بهدف تسليط الضوء على أهمية انضمام قبرص إلى منطقة الشنغن، من الضروري معرفة الفرق بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشنغن. ويعد الاتحاد الأوروبي كيانًا سياسيًا واقتصاديًا يضم 27 دولة هدفه تنسيق السياسات وتعزيز التعاون الاقتصادي. أما منطقة الشنغن، التي تتضمن 29 دولة، فهي اتفاقية بين مجموعة من الدول الأوروبية ألغت الضوابط الحدودية الداخلية، لإتاحة حرية التنقل بين الدول الأعضاء.

ويحرص الطرفان على تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي في أوروبا من خلال تسهيل حركة انسياب السلع والخدمات، ورؤوس الأموال، واليد العاملة، مما يعزز الاستقرار والنمو الاقتصادي. باختصار، الاتحاد الأوروبي كيان سياسي واقتصادي، بينما تركز منطقة شنغن على إزالة الحواجز الحدودية بين الدول الأعضاء.

 

مزايا الانضمام إلى منطقة الشنغن

تتيح منطقة الشنغن لأكثر من 400 مليون شخص إمكانية التنقل بحرية بين الدول الأعضاء دون الحاجة إلى الخضوع لإجراءات التفتيش على الحدود. كما توفر مزايا اقتصادية مهمة للمواطنين والشركات في الدول المشاركة، مما يعزز قوة الاتحاد الأوروبي وسوقه الداخلية.

إن الهدف الأساسي لمنطقة الشنغن هو تعزيز الأمن من خلال التنسيق بين قوات الأمن، وخدمات الجمارك، وإدارة الحدود الخارجية للدول الأعضاء. وفي ظل إزالة الضوابط الحدودية الداخلية، تم وضع معايير أمنية جديدة وآليات تعاون لضمان مستوى عالٍ من الحماية لمواطني منطقة الشنغن.

ماذا يعني هذا الإجراء لقبرص؟

انضمام قبرص إلى منطقة الشنغن في عام 2025 سيترك تأثيرات كبيرة على برنامج التأشيرة الذهبية، حيث سيفتح آفاقًا واسعة للمستثمرين الراغبين في الحصول على تصريح الإقامة في البلاد، ويوفر فوائد مهمة، من بينها:

1. تعزيز حرية التنقل بدون تأشيرة

يواجه حاملو الإقامة القبرصية حاليًا بعض القيود على السفر، حيث يمكنهم التنقل بحرية داخل قبرص، ولكنهم بحاجة إلى تأشيرة لدخول دول الاتحاد الأوروبي أو منطقة الشنغن. وبعد انضمامها إلى منطقة الشنغن، سيتمكن حاملو التأشيرة الذهبية القبرصية من السفر بحرية إلى 27 دولة ضمن المنطقة لمدة تصل إلى 90 يومًا كل 180 يومًا، دون الحاجة للحصول على تأشيرات إضافية. ويستفيد هؤلاء من السوق الأوروبية الموحدة للسلع والخدمات، بالإضافة إلى حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي، مما يعزز جاذبية البرنامج للمستثمرين غير الأوروبيين الباحثين عن حرية التنقل في القارة.

2. نمو السياحة والاستثمار العقاري

من المتوقع أن يعزز انضمام قبرص إلى منطقة الشنغن قطاع السياحة ويجعل البلاد أكثر جذبًا للمقيمين على المدى الطويل. وسيسعى المستثمرون إلى شراء العقارات المؤهلة للحصول على الإقامة، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب على العقارات، خصوصًا في المناطق الأكثر جذبًا مثل ليماسول، وبافوس، ونيقوسيا. وسيخلق هذا فرصًا استثمارية مربحة في سوق العقارات، مع عوائد إيجارية مجدية نتيجة تزايد أعداد السياح والمقيمين الأجانب.

3. ارتفاع الطلب على التأشيرة الذهبية القبرصية

بفضل انضمامها إلى منطقة الشنغن، سيصبح برنامج التأشيرة الذهبية القبرصي أكثر قدرة على المنافسة مع برامج الدول الأخرى مثل اليونان، والبرتغال، وإسبانيا، التي تمنح بالفعل إمكانية الوصول إلى الشنغن. ومن المرجح أن يجد المستثمرون الباحثون عن حرية التنقل في أوروبا أن شروط الاستثمار العقاري في قبرص باتت أكثر جاذبية.

4. بيئة أعمال أكثر قوة

بفضل موقعها الاستراتيجي، وسياساتها الضريبية المشجعة للأعمال، وإمكانية الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبي، تعدّ قبرص وجهة مثالية للشركات العالمية. وسيساهم انضمامها إلى منطقة الشنغن في تعزيز مكانتها كمركز تجاري واستثماري من خلال تسهيل حركة الأفراد عبر الحدود الأوروبية، مما سيؤدي إلى تحسين بيئة الأعمال في البلاد.

5. تسهيل إمكانية وصول المستثمرين إلى الاتحاد الأوروبي

إن انضمام قبرص إلى منطقة الشنغن سيسهل على المستثمرين غير الأوروبيين السفر والاستثمار في قبرص، مما سيجعلها وجهة أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما أن حرية التنقل التي ستتيح للمستثمرين ورجال الأعمال السفر عبر أوروبا دون الحاجة إلى تأشيرات إضافية ستشكل ميزة كبيرة، خصوصًا للقطاعات العالمية مثل التكنولوجيا، والتمويل، والشحن. ومع تزايد الاتجاه العالمي نحو العمل عن بُعد والحرية الرقمية، تتمتع قبرص بموقع مثالي للاستفادة من هذه الفرصة وترسيخ مكانتها كوجهة رائدة للموظفين عن بعد في أوروبا.

عصر جديد

إن قبرص على وشك دخول مرحلة جديدة مع اقترابها من الانضمام إلى منطقة شنغن، حيث إن الفوائد المتوقعة تتجاوز مجرد حرية التنقل للأفراد لتشمل معدلات نمو اقتصادي أعلى وبيئة استثمارية أكثر جذبًا. ولكن، الانضمام إلى الشنغن يتطلب فرض مراقبة وإجراءات أمنية أكثر تشددًا على الحدود، مما قد يؤدي إلى عملية تدقيق صارمة لطلبات التأشيرة الذهبية، بما في ذلك فحص مصادر التمويل والخلفية الشخصية للمتقدمين، بالإضافة إلى احتمال تأخير عمليات المعالجة بسبب تعزيز التدابير الأمنية.

تأشيرة قبرص الذهبية 

خيارات الاستثمار

للتأهل للحصول على الإقامة الدائمة في قبرص، يتعين على المستثمرين:

• شراء عقار سكني بقيمة لا تقل عن 300 ألف يورو، وتقديم إثبات أن الأموال قد تم تحويلها إلى قبرص من الخارج، وأنها لم تُقترض من داخل الجمهورية. كما يجب إيداع هذه الأموال في مؤسسة مالية قبرصية وأن تكون متاحة في حساب البائع البنكي.
• شراء عقار تجاري، مثل مكتب أو متجر أو فندق أو أي مشروع عقاري مماثل، بقيمة لا تقل عن 300 ألف يور، ويمكن إعادة بيع العقار بعد شرائه.

جدير بالذكر أن العقارات المؤهلة يجب أن تكون جديدة وغير مستعملة، ويجب شراؤها مباشرة من مطور عقاري. كما ينبغي أن يكون الدخل السنوي لمقدم الطلب الرئيسي 30 ألف يورو على الأقل، مع إثبات دخل إضافي بقيمة 5 آلاف يورو لكل طفل أو والد معال مشمول في الطلب نفسه. بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على حاملي الإقامة الدائمة زيارة قبرص مرة واحدة على الأقل كل عامين للحفاظ على وضعهم كمقيمين دائمين.

معايير الأهلية

للتأهل للحصول على الإقامة الدائمة في قبرص، يجب أن يكون مقدم الطلب من خارج الاتحاد الأوروبي أو المنطقة الاقتصادية الأوروبية أو سويسرا، وأن يكون عمره أكثر من 18 عامًا. كما ينبغي أن يكون لديه سجل جنائي نظيف وعليه أن يثب أن الأموال المستثمرة تعود له وأن مصدرها من خارج قبرص. يحق للمتقدمين الاستثمار بما لا يقل عن 300 ألف يورو في عقار سكني، أو شراء ما يصل إلى وحدتين سكنيتين جديدتين من أي مطور عقاري، على أن يكون السعر الإجمالي لا يقل عن 300 ألف يورو. يمكن لأفراد العائلة الانضمام إلى الطلب، بما في ذلك الزوج أو الزوجة، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، والمعالين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

يجب تقديم طلب الإقامة الدائمة عن طريق الاستثمار في قبرص عبر وكيل معتمد من الحكومة، حيث يوقع معه اتفاقية خدمة، يقدم بموجبها المشورة والمساعدة ويعد له الوثائق والنماذج الحكومية، ويقدم الطلب الكامل إلى حكومة قبرص نيابة عن مقدم الطلب وزوجته. وفي هذه المرحلة، تصدر الحكومة تصاريح الإقامة الدائمة لمقدم الطلب الأساسي وزوجته، وعليهما السفر إلى قبرص لاستلام تصاريح الإقامة.

خطوات الحصول على التأشيرة الذهبية القبرصية

يجب على المتقدمين استيفاء بعض الشروط التالية:

الخطوة 1: اختيار نوع الاستثمار الذي يتماشى مع أهداف المتقدم ويلبي معايير الحصول على الإقامة في قبرص.

الخطوة 2: استثمار 300 ألف يورو

الخطوة 3: تجهيز جميع المستندات الداعمة اللازمة لطلب الإقامة.

الخطوة 4: ملء استمارة الطلب بدقة لتجنب أي تأخير في العملية.

الخطوة 5: فتح حساب مصرفي محلي في قبرص لإدارة الاستثمار والمعاملات المالية الأخرى.

الخطوة 6: تقديم الطلب المكتمل مع جميع الوثائق المطلوبة إلى إدارة السجل المدني والهجرة.

الخطوة 7: دفع رسوم تقديم الطلب، والانتظار للحصول على الموافقة الرسمية.

الخطوة 8: بعد الموافقة، يتلقى المتقدم خطابًا يؤكد خيار الاستثمار الذي تم اختياره.

الخطوة 9: يجب على المتقدم السفر إلى قبرص لإتمام إجراءات البصمات البيومترية والحصول على تصريح الإقامة الدائمة، الذي يكون صالحًا لمدة 10 سنوات.

المستندات المطلوبة

يجب تقديم المستندات التالية:

• استمارة الطلب الكاملة

  • جواز سفر ساري المفعول

  •  إثبات الاستثمار والدفع

  • كشف حساب مصرفي يثب مصدر وكمية الدخل

  •  إثبات مصادر الأموال

   • شهادة سجل جنائي من بلد الإقامة مع ترجمة معتمدة إلى الإنجليزية للمتقدمين بعمر 16 سنة وما فوق

  •  صور شخصية بحجم جواز السفر لكل متقدم

   • شهادات تأمين صحي تغطي جميع أفراد الأسرة

  •  شهادة الزواج إن وجدت

  •  شهادات ميلاد الأطفال إن وجدت

  •  بيان نوايا يفيد بأن المتقدم لا ينوي العمل في قبرص، باستثناء كونه مديرًا لشركة

يجب أن تكون جميع المستندات موثقة ومترجمة إلى اللغة الإنجليزية أو القبرصية من قبل مترجم محلف، ويمكن توثيق المستندات من خلال القنصلية القبرصية أو عبر ختم الأبوستيل وفقًا لاتفاقية لاهاي.

يمكن لحاملي التأشيرة الذهبية القبرصية التقدم بطلب للحصول على الجنسية القبرصية بعد سبع سنوات من الإقامة، بشرط الاحتفاظ بالاستثمار والإقامة المتواصلة في قبرص لمدة عام كامل قبل تقديم الطلب.

مزايا تأشيرة قبرص الذهبية

يقدم برنامج تأشيرة قبرص الذهبية العديد من الفوائد، أبرزها حرية السفر إلى أكثر من 170 دولة دون الحاجة إلى تأشيرة، وإمكانية الوصول إلى جامعات عالمية مرموقة برسوم دراسية أقل للمقيمين في الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية عالمية المستوى، والنظام الضريبي المميز الذي لا يفرض ضرائب على الدخل أو الأرباح الرأسمالية من جميع أنحاء العالم. لا تتجاوز فترة معاجلة الطلب في قبرص الشهرين، والإقامة صالحة مدى الحياة ويمكن توريثها للأبناء والزوج أو الزوجة. تعتبر تكلفة المعيشية منخفضة في قبرص مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، مع أسعار عقارات تنافسية، كما توفر الدولة أسلوب حياة راقٍ وآمن يجمع بين الحداثة والتقاليد، ويوفر توازنًا مثاليًا بين العمل والحياة الشخصية.

للمزيد من المعلومات حول برنامج تأشيرة قبرص الذهبية ومتطلبات الحصول على تصريح الإقامة الدائمة، يرجى التواصل معنا هنا.

 

[1] https://www.axa-schengen.com/en/visa/schengen-area/difference-europe-schengen-eea#:~:text=What%20is%20the%20difference%20between,border%20controls%20for%20free%20movement.

[2] https://www.consilium.europa.eu/en/policies/schengen-area/#:~:text=the%20Schengen%20area.-,What%20are%20the%20benefits%20of%20Schengen%3F,without%20going%20through%20border%20controls.