يتطلع النيجيريون ذوو الدخل المرتفع بوتيرة متزايدة للحصول على جنسية ثانية عن طريق الاستثمار بهدف الاستفادة من المزايا الكثيرة التي تمنحنها بدءًا من إمكانية الوصول إلى الخدمات الاجتماعية والأنظمة التعليمية العالمية المستوى مرورًا بفرص الأعمال الواعدة والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وصولًا إلى إمكانية السفر من دون تأشيرة إلى عدد كبير من الدول. في هذا المنشور سنناقش فوائد جنسية ثانية للنيجيريين.
وتأخذ كلمة “جابا”، التي تعني الرغبة القوية في الهجرة بغياب خطة مستقبلية للعودة إلى البلاد، حيزًا كبيرًا لدى الشباب النيجيري، وفي هذا الإطار، تشير الإحصائيات الصادرة عن البنك الدولي إلى أن نصف الشباب النيجيري يريدون هجرة البلاد[1] ويتخذون خطوات جادة لتحقيق ذلك. وفي حين يغادر كثيرون للعيش والدراسة والعمل والاستثمار والاستفادة من الامتيازات التي تمنحها الدول التي تقدم الجنسية، يبحث أصحاب المهن عن فرص جديدة بسبب النقص في مزايا العمل الجذابة والأمن في نيجيريا[2].
التمتع بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي – جنسية ثانية للنيجيريين
للحصول على الجنسية الثانية قيمة كبيرة لبعض النيجيريين حيث باتت أهميتها توازي بوليصة التأمين على الحياة، وذلك نظرًا إلى أن البلدان التي تقدم برامج الجنسية تمنحهم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، في وقت يعاني بلدهم منذ أكثر من عقد من مشاكل متعددة، على الرغم من أن الحكومة النيجيرية قد اتخذت إجراءات عدة للوصول إلى حل شامل.
عين على الاقتصادات النامية والبنية التحتية المتطورة
توفر البلدان التي تمنح الجنسية عن طريق الاستثمار فرصًا هائلة للمستثمرين النيجيريين الذين يتطلعون إلى توسيع أعمالهم والاستثمار في مشاريع جديدة خارج بلدهم الأم، لا سيما أن وتيرة نمو الاقتصاد النيجيري بدت بطيئة خلال السنوات الماضية[3]، ومن المرجح أن يرتفع معدل التضخم، الذي يعد أصلًا من أعلى المعدلات في العالم، ليلتهم جيوب المستهلكين أكثر. لذلك، إن إمكانية توسيع الأعمال التجارية والاستثمارية إلى الأسواق الجديدة المحتملة يسمح للمستثمرين بالوصول المباشر إلى ملايين العملاء الجدد والاستفادة من التجارة العالمية والعمل في بيئة مستقرة سياسيًا واقتصاديًا.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للمستثمرين النيجيريين الذين يعانون من مشاكل البنية التحتية المتهالكة والنقص في إمدادات الطاقة التي تعرض أعمالهم للخطر، الاستفادة من البنية التحتية المتطورة في البلدان التي تمنح الجنسية عن طريق الاستثمار.
استثمارات متنوعة
يمكن للنيجيريين الذين يتطلعون إلى تنويع استثماراتهم في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والخدمات بعيدًا عن قطاع النفط الذي يعد ركنًا أساسيًا في اقتصاد نيجيريا، الاستفادة من مزايا الجنسية الثانية، وتحديدًا من برامج الجنسية التي تقدمها دول الكاريبي مثل دومينيكا وسانت كيتس ونيفيس وأنتيغوا وبربودا وغرينادا وسانت لوسيا، وكذلك بعض الدول الأوروبية مثل البرتغال واليونان للاستثمار في قطاعات مربحة كالضيافة والسياحة والعقارات والطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستثمرين الاستفادة من القوى العاملة المتعلمة وأصحاب المهارات في تلك البلدان، والتكاليف التشغيلية التنافسية واتفاقيات التجارة العالمية الموقعة التي تسهل حركة انسياب السلع والخدمات. وتخول الجنسية عن طريق الاستثمار النيجيريين أيضًا الاستفادة من الخدمات المالية المرنة التي يفتقدونها في وطنهم الأم.
خدمات صحية وتعليمية عالمية المعايير
إن حصول النيجيريين على الجنسية الثانية عن طريق الاستثمار يمنحهم إمكانية الوصول إلى أنظمة رعاية صحية عالمية المستوى، خصوصًا في ظل العوائق الكبيرة الماثلة أمامهم للوصول إلى الرعاية الصحية في نيجيريا، والتي تتمثل في نقص مقدمي الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد، وفي المسافة الطويلة للوصول إلى المستشفيات، وفي نقص المعدات أو الأدوية الأساسية أو اللقاحات.
تسمح الجنسية الثانية للنيجيريين أيضًا بالوصول إلى خدمات تعليمية وجامعات عالمية عالية الجودة. فعلى الرغم من أن التعليم الابتدائي مجاني وإلزامي في نيجيريا، إلا أن نحو 10.5 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا غير مسجلين في المدارس، و61٪ فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عامًا يذهبون إلى المدرسة الابتدائية بشكل منتظم، و35.6٪ فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و59 شهرًا يتلقون تعليمًا في مرحلة الطفولة المبكرة[4].
التنقل بحرية
قد يكون الحصول على تأشيرة سفر إجراءً صعبًا للغاية بالنسبة للعديد من النيجيريين في ظل الإجراءات والأنظمة العالمية المتشددة، وتعتبر هذه المشكلة أحد العقبات الرئيسية أمام رجال الأعمال النيجيريين الذين تعتمد أعمالهم على السفر باستمرار. وفي حين تتمتع نيجيريا بإمكانية الدخول من دون تأشيرة إلى 44 دولة حول العالم فقط، يسمح جواز السفر الكاريبي بالسفر من دون تأشيرة إلى أكثر من 150 دولة، مما يجعل السفر إلى معظم البلدان المتقدمة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أكثر سهولة. ولا تقتصر مزايا الإقامة الأوروبية على منح حاملها حرية التنقل داخل أوروبا فحسب، بل أيضًا القدرة على العيش والدراسة والعمل في أي مكان في الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن العديد من الدول تمنح الجنسية من دون فرض أي قيود على الإقامة، وبالتالي فإن المواطنين الجدد ليسوا ملزمين بالعيش في البلد الجديد الذي يمنحهم جنسيته. وتعد هذه الميزة مهمة لأصحاب الشركات النيجيرية الذين بنوا أعمالهم الخاصة وثرواتهم في وطنهم ويجدون صعوبة في الانتقال إلى بلد آخر للحصول على جواز سفر ثان.
مكتب جديد لـ Citizenship Bay في نيجيريا
افتتحت Citizenship Bay مؤخرًا مكتبًا في لاغوس لتقديم خدمات استشارية مخصصة لعملائها النيجيريين، ولمساعدة الأشخاص الذين يتطلعون إلى معرفة المزيد عن برامج الجنسية والإقامة عن طريق الاستثمار.
نأمل أن تكون هذه المعلومات قد ساعدت في الحصول على جنسية ثانية للنيجيريين.
مصادر المعلومات:
[1] https://venturesafrica.com/nigerias-japa-syndrome-has-a-new-catalyst-tech/
[2] https://www.thecable.ng/nigerian-youths-and-the-japa-syndrome/amp
[3] https://www.focus-economics.com/countries/nigeria
[4] https://www.unicef.org/nigeria/education
جنسية ثانية للنيجيريين