لطالما صُنفت البرتغال بشواطئها الرائعة وقراها الساحلية القديمة والآسرة واقتصادها الحيوي، كوجهة جاذبة للمستثمرين والأفراد الذين يخططون للتقدم بطلب الحصول على الإقامة الأوروبية. وقد شكل تراجع سعر صرف اليورو مقابل الدولار فرصة مجدية لأصحاب الثروات بالدولار الأميركي للاستثمار في سوق العقارات في البرتغال نظرًا إلى أنّ أسعارها باتت أدنى من أي وقت مضى. في هذا المنشور سنتحدث عنه الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار.
ما هي أفضل المدن في البرتغال للاستثمار العقاري؟ الإجابة تختلف وفقًا لمتطلبات المستثمرين وتفضيلاتهم، خصوصًا أن البلد موطن لمجموعة متنوعة من المدن الجذابة. ففي حين يفضل بعض المستثمرين شراء عقار على شواطئ الغارف الخلابة أو الجزر الساحرة مثل ماديرا أو الأزور للاستمتاع بحياتهم بعد مرحلة التقاعد عن العمل، يفضل آخرون الاستثمار في مدن شهيرة وحيوية مثل لشبونة أو بورتو أو كويمبرا لتوسيع أعمالهم التجارية والصناعية وتطوير مشاريع سياحية جديدة، والاستفادة من الاقتصاد المستقر والواعد ومنظومة ريادة الأعمال المزدهرة والإعفاءات الضريبية وغيرها.
الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار – لشبونة: مركز عالمي مرموق
تعتبر لشبونة وجهة مميزة للمستثمرين الذين يتطلعون للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، وخيارًا مثاليًا لمن يبحث عن صخب المدينة وضجيجها، وذلك بفضل إرثها العريق والغني وشواطئها الجميلة واقتصادها المزدهر. وتحظى عاصمة اسبانيا أيضًا بشعبية لافتة لدى العاملين في قطاع التكنولوجيا والأفراد الذين يبحثون عن وظائف عن بُعد، بسبب جودة خدمات الإنترنت وسرعتها العالية.
تعتبر المدينة أيضًا آمنة ومناسبة للعائلات وتتميز بدرجات حرارة معتدلة ونظام تعليمي عالي الجودة وشبكة مواصلات عامة جيدة، بالإضافة إلى أنها تحتوي أشهر المعالم والمقاهي والمطاعم والملاهي الليلية ومراكز التسوق في البرتغال. وينص القانون الحالي على ضرورة تملك عقارات تجارية في “المناطق غير الداخلية” مثل لشبونة وبورتو للاستفادة من برنامج تأشيرة البرتغال الذهبية، ويمكن للمستثمرين شراء عقارات سكنية مميزة في العاصمة لكن خارج إطار هذا البرنامج. وقد ساهم الطلب المرتفع من الخارج في تعزيز أسعار العقارات في المدينة، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء[1].
بورتو المزدهرة
بورتو هي المدينة الثانية في البرتغال وأكثرها ازدهارًا حيث توفر خيارات سكنية متنوعة تشمل الفلل والشقق والغرف الفندقية الفخمة التي تناسب جميع الأذواق والاحتياجات في وسط المدينة وعلى ضفاف نهر دورو. تزخر بورتو بالطاقة والحياة الصاخبة والثقافات المتنوعة، كما بمساحات خضراء شاسعة. وتتمتع بأنظمة رعاية صحية متميزة وشبكة نقل حديثة وواسعة النطاق حيث توفر لقاطنيها محطة للقطارات والترام ومطار كبير وطرقات مخصصة لركوب الدراجات. كما تشتهر المدينة بشوارعها التجارية المعاصرة والمواكبة للحداثة وكذلك بالمطاعم والمقاهي والملاهي التي تلبي جميع الأذواق.
بالنسبة إلى المستثمرين الذين يسعون للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، تعتبر بورتو مدينة آمنة للغاية وواحدة من أفضل الوجهات الملائمة للمتقاعدين، بالإضافة إلى أن كلفة المعيشة فيها أدنى من معظم الدول الأوروبية. وتعد بيئة جاذبة لمنظومة الشركات الناشئة حيث يسعى عدد متزايد من الشركات إلى الاستقرار والعمل فيها.
الغارف: شواطئ خلابة
تقع بين جزر فارو ومدينة ساجريس، وتعتبر الغارف الوجهة الشاطئية الرائدة في العالم، كونها موطنًا لآلاف المغتربين الأجانب الذين يتهافتون منذ عقود للعيش فيها خلال مرحلة التقاعد. وقد انتقل نحو 11 ألف أجنبي للعيش في الغارف في عام 2019، وقد تركز الطلب على الشقق القريبة من الشواطئ رغم أن أسعارها أعلى من المناطق الأخرى.
إلى جانب شواطئها الخلابة، توفر الغارف الكثير من مرافق التسلية والترفيه كالرياضات المائية والمنتزهات الترفيهية، وتشتهر فيها النشاطات الليلية كالنوادي والملاهي. تتميز الغارف بجودة الحياة العالية وهي مناسبة للعائلات كونها توفر إعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات للمتقاعدين الأجانب. يمكن للأفراد الذين يتطلعون للحصول على إقامة برتغالية عبر برنامج التأشيرة الذهبية شراء عقار سكني في بعض مناطق الغارف أو عقارات تجارية مثل المكاتب أو الأسهم في بعض المشاريع الفندقية المرموقة في الغارف بأسعار تبدأ من 280 ألف يورو.
براغا: أفضل مكان للتقاعد
براغا هي واحدة من أقدم مدن البرتغال وخيار ممتاز للأشخاص الذين يبحثون عن مدينة أقل تكلفة وأصغر من بورتو أو لشبونة. باتت أكثر شعبية بين الوافدين الذين يتطلعون للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، لأنها تتمتع بموقع مثالي حيث تقع على بعد 30 دقيقة فقط من الشاطئ و15 دقيقة من الجبال و40 دقيقة من إسبانيا المجاورة، بالإضافة إلى أنها مناسبة للعائلات كونها تتضمن مجموعة متنوعة من المدارس. وقد تم تصنيف مدينة براغا كواحدة من أفضل الأماكن في العالم للتقاعد وواحدة من أسعد مدن أوروبا.
ثمة فرص استثنائية أمام المستثمرين الذين يخططون للاستثمار في قطاعات السياحة وتكنولوجيا المعلومات والبناء والتجارة والخدمات، نظرًا إلى أن أسعار الخدمات فيها مثل المياه والغاز والكهرباء والإنترنت أدنى مما هي عليه في لشبونة وبورتو. تتميز المدينة أيضًا بسكانها الطيبين والمنفتحين، وذلك نتيجة وجود عدد كبير من الشباب الذين يدرسون هناك.
كويمبرا: أعرق المؤسسات التعليمية
تقع كويمبرا في الوسط بين لشبونة وبورتو وقد ظلت عاصمة البرتغال في العصور الوسطى لأكثر من 100 عام. تعتبر المدينة مناسبة جدًا للعائلات كونها تحتوي على جامعة كويمبرا التي تعتبر أقدم وأبرز جامعة في البلاد وعلى مجموعة متنوعة من المدارس العامة والخاصة والأجنبية عالية الجودة.
تتضمن كويمبرا عدداً كبيراً من الأجانب الوافدين وتحظى بشعبية كبيرة بين المتقاعدين بسبب انخفاض تكلفة المعيشة وجودة الحياة الرائعة. كويمبرا مدينة آمنة تتميز بهندستها المعمارية وثقافاتها العريقة وبمطبخها المحلي اللذيذ. ترتبط المدينة ببعضها بشبكة نقل جيدة حيث تتوافر خدمات التنقل بالحافلات والقطارات بأسعار مقبولة داخل المدينة. تعتبر أسعار العقارات مقبولة جدًا في كويمبرا كونها تشكل نصف سعرها في لشبونة، فضلًا عن أنه ثمة عروض لجميع الميزانيات.
كما يوجد العديد من المواقع الشهيرة في البرتغال التي تعتبر وجهات جاذبة للاستثمار العقاري مثل جزر الأزور وأفيرو وماديرا وتشافيس وسيتوبال.
شروط الحصول على الإقامة
للتأهل للحصول على الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار، يتعين على الأفراد الاستثمار في العقارات في مناطق محددة أو شراء وتجديد عقارات يعود بناؤها إلى أكثر من 30 عامًا أو الممتلكات الواقعة في مناطق التجديد الحضري أو الاستثمار في عقار في منطقة منخفضة الكثافة السكانية. ويمكن للمستثمرين شراء عقار واحد أو أكثر، والحصول على الإقامة البرتغالية لهم ولأزواجهم وأطفالهم المعالين وأولياء أمورهم. يحصل المتقدمون على تأشيرات البرتغال الذهبية في غضون 8 أشهر من إجراء الاستثمار وتقديم الطلب.
مصدر المعلومات
[1]https://www.ine.pt/xportal/xmain?xpid=INE&xpgid=ine_destaques&DESTAQUESdest_boui=539485430&DESTAQUEStema=5414344&DESTAQUESmodo=2
الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار
الإقامة البرتغالية عن طريق الاستثمار