Citizenship Bay

تقارير 2024: برامج الجنسية الكاريبية ملاذ آمن لأصحاب الثروات العالمية

برامج الجنسية الكاريبية

في عام 2024، من المتوقع أن تجذب منطقة البحر الكاريبي وبرامج الجنسية الكاريبية العديد من المستثمرين وأصحاب الثروات العالية كجزء من الاتجاه العالمي السائد لهجرة الثروات. وتشير التقديرات الصادرة عن تقارير[1] عالمية حديثة إلى انتقال 128 ألف مليونير نحو بلدان جديدة خلال العام الجاري، بما يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 120 ألف في العام الماضي، وبزيادة نسبتها 16% عن فترة ما قبل الجائحة في العام ٢٠١٩.

ومن المرجح أن يهاجر جزء كبير من هؤلاء الأثرياء إلى البلدان الكاريبية بفضل برامج الجنسية الموثوقة التي تقدمها بما في ذلك الحوافز الضرائبية الجذابة والفرص الاستثمارية الواعدة وجودة الحياة العالية.

ووسط حالة عدم اليقين والأوضاع السياسية المضطربة التي تلف العالم، تعد دول مثل أنتيغوا وباربودا، وغرينادا، وسانت لوسيا، وسانت كيتس ونيفيس، ودومينيكا وجهات مثالية للأثرياء الراغبين في الحصول على جنسية ثانية بسبب بيئاتها الآمنة والمستقرة والواعدة. وتبقى هذه البرامج وجهة رئيسية جاذبة للأثرياء الباحثين عن فرص استثمارية جديدة واستقرار واقتصادي.

 

هجرة أصحاب الثروات

في ظل التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية، يتطلع عدد كبير من المستثمرين وأصحاب الثروات للحصول على جنسية ثانية والانتقال إلى البلد المضيف. ويعتبر أصحاب الثروات[2] من الصين والمملكة المتحدة والهند وكوريا الجنوبية وروسيا في طليعة الجنسيات التي تعزز الطلب على برامج الإقامة والجنسية عن طريق الاستثمار.

كما يسعى المستثمرون من الشرق الأوسط بوتيرة متزايدة للحصول على جنسية ثانية كخطوة استراتيجية لتخفيف المخاطر المرتبطة بالوضع الاقتصادي والسياسي غير المستقر في بلدانهم الأم. وتأتي برنامج[3] الإقامة الذهبية في البرتغال، وبرنامج التأشيرة الذهبية في اليونان، وبرنامج الجنسية عن طريق الاستثمار المباشر في مالطا من ضمن أولى الاستثمارات. أما بالنسبة لمنطقة الكاريبي، فيواصل كل من برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار في أنتيغوا وباربودا وبرنامج غرينادا استقطاب الأثرياء، حيث يقدما فوائد جذابة مثل السفر بدون تأشيرة وحوافز ضريبية وفرص استثمارية واعدة.

 

عين أصحاب الثروات الكبيرة في الشرق الأوسط على الكاريبي

يسعى أصحاب الثروات الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة متزايد للحصول على جنسية ثانية لتعزيز حرية التنقل العالمي، وتأمين فرص عمل أفضل، وضمان السلامة الشخصية والعائلية. وتأتي برامج الجنسية الكاريبية في طليعة هذه الخيارات بسبب انخفاض قيمة الاستثمارات المطلوبة نسبيًا، وسرعة معالجة الطلب، بالإضافة إلى جوازات السفر القوية التي توفر الوصول بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول إلى العديد من البلدان حول العالم.

ويتطلع المستثمرون من الشرق الأوسط أيضًا للحصول على جنسية ثانية من الدول الأوروبية، خصوصًا اليونان والبرتغال ومالطا، وذلك نظرًا للفوائد الكثيرة والقيمة التي توفرها جنسية الاتحاد الأوروبي وأهمها جوازات السفر القوية وحرية التنقل في منطقة الشنغن، فضلًا عن خدمات الصحة والتعليم الممتازة.

تزداد أيضًا شعبية برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار في تركيا بين أصحاب الثروات في الشرق الأوسط، كونه يقدم مسارًا سريعًا ومباشرًا بحد أدنى للاستثمار العقاري تبلغ قيمته 500 ألف دولار. يجذب هذا البرنامج أيضًا المستثمرين الذين يتطلعون للاستفادة من الفرص الواعدة في قطاعات السياحة والصناعة القوية في تركيا.

 

الهنود تواقون للجنسية الكاريبية لتحسين نمط الحياة

ويتطلع الهنود الأثرياء بوتيرة متزايدة للحصول على جنسية دول مثل أنتيغوا وباربودا وغرينادا وذلك يعزا لعدة عوامل، أبرزها سعيهم لتحسين نوعية وأسلوب الحياة، والبحث عن بيئات أكثر أمانًا ونظافة، والوصول إلى خدمات الصحة والتعليم العالمية المستوى. ويتطلع مؤسسو الشركات الناشئة أيضًا لإنشاء مكاتب عائلية في الخارج كنوع من التحوط ضد المسؤوليات الضريبية أو القانونية المحتملة في الهند.

بالإضافة إلى ذلك تتيح المكاتب العائلية في الخارج إمكانية الوصول بسهولة إلى الأسواق الأجنبية، مما يعزز نمو الأعمال في مناطق أخرى. كما يسمح لهم هذا الإجراء بتنويع الاستثمارات والمشاريع التجارية، وتعزيز حضورهم في العالم.

أسباب اختيار أثرياء العالم لبرامج الجنسية الكاريبية

تشتهر الدول الكاريبية بجمالها الطبيعي وشواطئها الخلابة ومستوى المعيشة العالي، فضلًا عن جودة التعليم، والبنية التحتية الحديثة والمتطورة، والخدمات المدنية الجيدة، وخيارات الترفيه المتنوعة، مما يجذب أصحاب الثروات الكبيرة من جميع أنحاء العالم. ووفقًا لتقرير نيو ويلث[4]، من المتوقع أن ينتقل هذا العام 9,500 مليونير بريطاني، و4,300 مليونير هندي، و1,000 مليونير روسي، و300 مليونير نيجيري إلى بلدان جديدة، ويرجح أن تشهد الدول الكاريبية تدفقًا قياسيًا من هؤلاء الأثرياء هذا العام، مدعومة بموقعها الاستراتيجي، والسياسة الضريبية المواتية، وفرص الاستثمار المتنوعة.

الجنسية الكاريبية: ملاذ آمن

توفر برامج الجنسية الكاريبية عن طريق الاستثمار للأثرياء حرية التنقل العالمي مما يعزز إمكانية الوصول إلى الأسواق والفرص الاستثمارية، حيث تعد ملاذًا آمنًا في خضم الاضطرابات السياسية والاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هذه الدول فرصًا استثمارية متنوعة، خصوصًا في قطاع العقارات والسياحة والخدمات المالية، حيث إن الاستثمار في هذه القطاعات لا يؤمن لهم الجنسية فحسب، بل يعد أيضًا بعائدات مالية محتملة. وتقدم العديد من دول الكاريبي فوائد ضريبية جذابة، تمكن الأثرياء من تحسين التزاماتهم الضريبية والحفاظ على جزء أكبر من ثرواتهم بفضل القوانين الضريبية الملاءمة.

تمنح جوازات السفر الكاريبية أيضًا إمكانية الدخول بدون تأشيرة إلى العديد من الدول حول العالم، وبالتالي حرية التنقل لرجال الأعمال الذين هم بأمس الحاجة إلى حركة سلسة عبر الحدود.

غالبًا ما توفر الدول الكاريبية إمكانية الوصول إلى أنظمة تعليمية متطورة وخدمات رعاية صحية عالية الجودة، وهي اعتبارات مهمة جدًا للعائلات. كما يساهم المسار المباشر والسلس الذي تعتمده برامج الجنسية الكاريبية عن طريق الاستثمار في الكاريبي لعملية تقديم الطلبات في جذب أصحاب الثروات الكبيرة الباحثين عن طرق سريعة وموثوقة للحصول على جنسية ثانية. وتشتهر هذه البرامج بشفافيتها وامتثالها للأنظمة والقوانين العالمية، مما يوفر راحة البال للمستثمرين.

مسار مربح للطرفين

حين ينتقل أصحاب الثروات والمستثمرين للعيش في بلدان جديدة، فإنهم لا يحملون معهم ثرواتهم فحسب، بل ينقلون أيضًا خبراتهم وشبكة علاقاتهم الواسعة وأفكارهم وابتكاراتهم القيمة، مما ينعكس بشكل مباشر وإيجابي على اقتصاد البلد المضيف ونموه.

وتحقق هجرة أصحاب الثورات للبلد المضيف فوائد عديدة، أهمها خلق فرص العمل ونقل المعرفة وتعزيز سمعة ومكانة البلد كمركز للابتكار والفرص الاستثمارية الواعدة، مما يساهم في ازدهار الدول التي تتبنى التكيف والابتكار في المشهد العالمي المتطور. فمن خلال الاستفادة من هجرة الاستثمار كمحرك للنمو، يمكن للبلد المضيف ليس فقط تحمل تحديات التغيير، وإنما إرساء مستقبل أكثر ازدهارًا واستدامة ومرونة.

 

المصادر

[1] https://www.henleyglobal.com/newsroom/press-releases/henley-private-wealth-migration-report-2024

[2] https://www.henleyglobal.com/publications/henley-private-wealth-migration-report-2024/top-10-country-outflows

[3] https://www.henleyglobal.com/publications/henley-private-wealth-migration-report-2024/top-10-country-inflows

[4] https://newworldwealth.com/reports/f/the-wealth-migration-report-2024